٣- ظهور الشر

401 42 9
                                    

مُثيرين للشفقة
هؤلاء الظانين أنني لطيف
لا أعتذر لتخييب آمالكم

____________

أخفضت رأسها حرجاً وريبةً من نظرات زملائها لها، وكأنها كائناً غريباً أقتحم عالمهم وكان مثيراً للإهتمام، أنتفضت مستفيقة على إصبعاً ينقر على كتفها

ألتفتت تنظر لصاحبته فوجدت تلك الفتاة المدعوة نوڤان "مرحباً تورا، أنا نوڤان هاملت، تشرفت بكِ بصفي" رحبت بها بلطف لتبتسم تورا في المقابل "شكراً لكِ نوڤان، تشرفت بكِ أيضاً"

أبتسمت الأخيرة بلطف لتقع عيناها على بروز كنزة تورا "أيمكنني رؤية تلك القلادة؟" سألت بحماس فتوترت تورا وشعرت بالإحراج من أن ترفضها

نظر لهن بضجر بينما يطفو على معدته بالهواء فوقهن مُسنداً ذقنه على راحة يده "ممل، لِمَ لا نعبث قليلاً؟" نبس بضجر وأنهى حديثه بخبث ليُحرك أنامله فتخرج صعقة من القلادة تؤذي نوڤان بمجرد أن مدت يدها لتفحصها

ضجت صرختها بأرجاء الصف تُفزع الطلاب وكذلك المعلمة في حين قهقه هو بإستمتاع ثم أدعى الحزن عابساً "أوه أنا آسف .." أعتلى الجمود تعابيره ليردف "لكن لا أحد يلمس ممتلكاتي وما يخصني"

تراجعت تورا عن المقعد بأعين دامعة وجسداً مُرتجف تُراقب المعلمة وهي تطمئن على حالة نوڤان الباكية، ألتفتت تُحدق بها بغضب لتوبخها بصرامة "ما الذي فعلتيه لها؟، كيف تؤذي زميلتكِ هكذا؟"

نفت تورا برأسها "ل-لم أفعل شئ، أ-أنا آسفة" همست معتذرة تحاول تفسير أنها ليست السبب، حدق بها ببرود ليُدحرج عيناه بملل وحرك إصبعه دائرياً ليتصنموا جميعاً

قبض على كفه بقوة ثم أرخى أصابعه يبسِطُها فتخرج عدة ومضات من رؤوسهم تتجه لكفه تتمركز براحة يده، نفض يده لتختفى تلك الومضات ثم فرقع إصبعيه ليرمشوا جميعهم بلا وعي

نظرت المعلمة لتورا الباكية ثم لنوڤان لتُعاتبها بهدوء "لم يكن يتوجب عليكِ محاولة رؤية قلادتها بالإجبار نوڤان!، هيا إعتذري لها"

أستنشقت تورا ماء أنفها بخفة تُمسك بالقلادة بقوة، نهضت نوڤان عن مضجعها تدنو منها "أ-أعتذر لتطفلي عليكِ تورا" تأسفت بلطف وندم فأومأت تورا تتقبل إعتذارها

"هيا عدن لمقعدكن وإنتبهن للصف" قالت المعلمة بلطف فعدن لمقعدهن بالفعل يُتابعن الصف بتركيز، راقبها بينما يطفو رأساً على عقب مُضيقاً عيناه بحدة "ألم يجد القدر سواكِ بحق السماء!"

مر الصف على خير ما يُرام ليعقبه صفاً آخر للتاريخ وكان هذا حديثها المفضل لذا أمعنت التركيز به، تجعدت تعابيره بإنزعاج حالما رأى الإستمتاع بادياً عليها وهذا أكثر ما يمقُته

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن