٨- بداية صداقة

405 40 8
                                    

تغلبتُ على شراستي لأجلكِ
فلا أود أذيتكِ بعد الآن

______________

على إمتداد أراضي حجرية واسعة ملكت من الخضار قدراً كبيراً كما أمتلكت أنهاراً لِحُممً بُركانية بدلاً من المياه

سفوح الجبال ملكت كهوفاً كبيرة، كما ان الجبال بحد ذاتها كانت ذات طولاً شاهق غير طبيعي على الإطلاق فتكن حجمها بمقداراً مُضاعف عن الجبال العادية

وفي الإتجاه المعاكس يصدح صوت أمواج البحر ضارباً الصخور بأهتياج شديد والنخيل إنتشر بأرجاء الشاطئ حاملاً نباتاتاً لم تتواجد قبلاً على الأرض

السماء قاتمة وكئيبة نسبةً لدخان البراكين المنتشر بالأرجاء ورغم ذلك عثرت الشمس على ثغرات تُطلق أشعتها منها بين الفينة والأخرى

فيكون الجو مُشمساً تارة وغائماً تارة أخرى ليكون الظلام والنور بصراعٍ دائم دون توقف حتى مغيب الشمس

بقمة أضخم جبل تواجد على تلك الأراضي الغريبة تمركزت قلعة سوداء توحي بالكآبة بمجرد النظر لها وضخامتها تبث الرعب بالنفوس

يقف جسداً صغيراً بشرفة القلعة يستمتع بنسيم الهواء الذي داعب بشرته الشاحبة والناعمة لصغر سنه، أخرجه من ثباته خطوات تدنو منه ليعانقه من الخلف سريعاً صاحبها مقهقهاً بمرح

"ماذا تفعل هنا وحدك تايهي؟، عمي يبحث عنك" أتاه صوتاً لطيفاً لصغير بنفس عمره فألتفت يبتسم بهدوء "أردت التنعم ببعض الهواء فقط زينو فالقلعة لا يوجد بها هواءً كهذا"

أومئ الأخير بتفهم ليمسك بكفه "هيا إذاً فعمي يبدو غاضباً أثناء بحثه عنك" أخبره بعجالة يجذبه خلفه فيمران من جسدها وهي تحدق بهما بدهشة

شهقت بدهشة لما حدث تتحسس جسدها بغير تصديق لترفع رأسها ناظرة له بإنبهار ليُبادلها النظر بهدوء "أكان هذا أنت؟" سألته بحماس فأومئ مؤكداً بشبح إبتسامة ومد يده لها لتمسك بها سريعاً تسير معه

"لقد كنت لطيفاً كثيراً بصغرك سيد ظل" أخبرته بمرح ولطافة فقهقه بإنكتام "أجل بالطبع، مظهري كان لطيفاً لكن تصرفاتي .. لم تكن كذلك على الإطلاق" همس بهدوء يمر بها عبر الجدار فتظهر غرفة واسعة تواجد بها عرشاً كبيراً يقبع أحدهم عليه

يقف الطفلان أمام ذاك العرش مُنحنيان برسمية بينما يجلس أحدهم ضخم الجثمان على مقربة منهم يحمل صولجاناً بيده "تايهيوس، ألم أحذرك مراراً ألا تعبر الحدود؟، لماذا لا تتبع الأوامر" صاح الجالس على العرش ضارباً بصولجانه الأرض فتصدر شرارة نسبةً لأحتكاكه القوي

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن