٢- رهبة

436 43 9
                                    

إن كنتُ أملك قلباً
لربما كنت سأُشفق عليكِ قليلاً

_______________

تُوصد جفنيها غافية بعمق وأمان تحت نظراتهما المترقبة والمتفحصة، حيث أنزلت أنجيلا طرف كنزة تورا تُظهر صدرها والهلع بادياً على تعابيرها

إذ أن تلك العلامة لأربعة أطراف لم يحددا لأي كائن تنتمي كانت منقوشة فوق موضع قلبها تماماً، كما الحرق كانت إلا أن الفرق هو عدم شعور الصغيرة بذاك النقش قط

"أنجيلا الوضع أصبح يتفاقم ولم أعد مُطمئناً" همس أرثر بقلق فتركت الأخيرة كنزة صغيرتها ورفعت الغطاء فوقها برفق ثم نهضت لتمسك بمعصم أرثر بقوة تسحبه خلفها

أغلقت الباب لتنظر له بغضب "لا وألف لا ومليون لا، لن أدع ابنتي تمر بكل هذا فقط لأن نقشاً غريباً ظهر على صدرها من اللامكان!" همست بأنفعال كي لا تُفزِع الصغيرة بغرفتها

زفر أرثر بقوة فاركاً وجهه وقد أُرهِق تفكيره كثيراً بهذا الأمر "وكأن ظهور نقشاً كهذا هو أمراً عادياً" سخر بهدوء "على الأقل أخبريني ما سبب هذا الإصرار أنجيلا!" همس رادفاً بغضب أشد من غضبها فلقد طفح كيله

تنهدت بأهتزاز وأرجعت شعرها للخلف تَحكم إمساك رأسها "أنا رأيت ما يحدث هناك أرثر، أمي كانت عالمة بإحدى المختبرات تلك وكانت تأخذني معها بصغري، ر-رأيت فئراناً تصرخ ألماً، أرانب يتم نَتف فروها، قِردة تنحب وتصرخ مُستغيثة من عذابها، ثم بعدما يكتفون يُلقون بهم بالقمامة دون أدنى إهتمام لأرواحهم، أتود فعل ذلك بابنتك؟"

قصت عليه بحزن مُنهية حديثها بتساؤل في حين كان أرثر لا يُصدق حرفاً مما سمع فسارع بمعانقتها لعله يخفف عنها قليلاً ملتزماً الصمت كي يستوعب ما تفوهت به

ربت على ظهرها بلطف وهمس بحيرة "لكننا نعجز عن إيقاف هذا أنجيلا، هم لن يتركونا بحالنا ويُراقبونا كلما خطونا خارج أسوار القصر، ينتظرون بفارغ الصبر أن تتم عمر البلوغ كي يأخذوها ويبحثون بأمرها، وهي أتمت فقط السابعة منذ أيام!، تعلمين أنهم سيأخذون تلك القلادة حتى ولو .."

صمت عاجزاً عن قولها فتنهدت أنجيلا بأهتزاز تُكمل عنه "حتى ولو قتلوها، إن وصل بهم الأمر لأقتلاع أعينها البنفسجية لن يترددوا كذلك، ولكن بشأن تلك القلادة، لا أظن أنها ستسمح لهم بقتلها .. صحيح؟" همست بتشوش راجية ذلك حقاً

فصل العناق نافياً بغير علم "لا أدري، إن كانت القلادة تحمي نفسها بألا تغادر عنق تورا فربما تحمي صاحبة هذا العنق، كما ألا تُلاحظين أنها لا تصعق أحدنا عندما نحتضنها؟، لكنها تصعقنا إن حاولنا نزعها!"

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن