١- إستحواذ بطيئ

525 44 51
                                    

رويداً رويداً أتغلغل بداخلكِ
فأفرض كامل سيطرتي عليكِ

_____________

"هيا طفلتي حان وقت الذهاب للمدرسة" إستأنفت أنجيلا أثناء فتحها للستار فينتشر شعاع الشمس وضوء النهار بأرجاء الغرفة يوقظ تلك الصغيرة من منامها

أرتفعت بجذعها جالسة تفرك عينيها بخفة "أستيقظت" همست بخمول مُحاولة الإستفاقة فتبسمت الأم بحنان تدنو منها لتجلس على حافة الفراش وسرعان ما تنهدت حالما وقعت عينيها على تلك القلادة الملعونة

إلا أنها تغاضت عنها وقالت بحنان "صباح الخير صغيرتي، هل حصلتي على نوماً هانئ؟" أخفضت الصغيرة كفيها عن عيناها تحدق بها فتوسعت عينا أنجيلا بقلق ودهشة

"أرثر" صاحت بذعر فهرع الأخير لها ركضاً "ماذا ما الأمر؟" سأل بقلق فأشارت له نحو تورا بقلق بينما تمسك بذقنها برقة تجعلها تحدق بها بالإجبار

تعجب أرثر لإشارتها يتفحص تورا بفضول لعله يجد ما الغريب أثناء إقترابه منها فتوسعت عيناه بمجرد أن وقعت على حدقتا تورا البنفسجية!

"ما .. ربَّاه ما هذا!" همس بدهشة يجلس على الحافة الأخرى من الفراش يتأمل حدقتان ابنته الغريبتان، نفت أنجيلا بغير علم وأشارت للقلادة "أنظر، أنه ذات اللون، ماذا يعني هذا؟!" همست بخفوت تتجنب إفزاع ابنتها

هز رأسه نافياً بغير علم "حبيبتي .. أتجدين صعوبة بالرؤية؟" سأل بحنان فنفت تورا ببراءة تنقل نظرها بينهما بتعجب لأفعالهما المريبة بالنسبة لها

"لا يوجد تشوش بنظركِ أو ضعف؟" سألت أنجيلا كذلك ومجدداً نفت تورا ترمش عدة مرات ببراءة تضم ساقيها لصدرها "ولا توجد أي مشكلة بعيناكِ كألم مثلاً أو إحتراق أو ما شابه؟" تساءل أرثر بقلق فحركت رأسها نافية

"ألا يمكن أن تكون متلازمة أليجندرا مثلاً؟" نبس بهدوء فحدقت به أنجيلا بأرتياب "لكن الأحصائيات أثبتت أن لا وجود لها أرثر" زجرته ضاغطة على أسنانها بقوة

أشار نحو تورا متحدثاً ببلاهة "أصبح لها وجود الآن" صفعت جبينها بغير تصديق لقوله لينتبه الإثنان على حديث تورا الهادئ "أرى ظلالاً كثيرة مؤخراً فقط أبي"

تجرعا ريقهما بأرتياب ليهتف أرثر بتوتر "ظ-ظلال؟، هي ترى ظلال أنجيلا" أنهى حديثه بهلع يُشير نحوها "ماذا تفعل تلك الظلال صغيرتي؟" سألتها بقلق ممسكة بيدها، مالت تورا برأسها بخفة تحدق بها "فقط تحدق بي بزوايا الغرفة أمي"

خفق قلبيهما بهلع لمجرد التخيل لتنهض أنجيلا عن الفراش "هذا يكفي، سنذهب للطبيب لا محالة، بدل ملابسك" تحدثت بجدية تحمل تورا بين ذراعيها عن الفراش حتى تحممها وتبدل ملابسها

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن