٢٠- شريد خائف

277 32 31
                                    

ولأنكِ أنتِ النبض، وأنا القلب
أصبحت ميتاً بدونكِ

____________

صراخ حاد صدح بالأرجاء يَنم عن عذاباً شديداً ولا أحد كان قادراً على النجاة من ذلك العذاب، وكيف يفعلون؟

فلقد أضاعوا نبضه، فقدوا توأمته، وكان هذا إشارة ليفقد صوابه ويعذبهم بجنون "أين أسقطتموها بحق الجحيم؟!" صاح بنبرة خشنة جهورية فيخضعون بهلع نافيين برؤوسهم بغير علم

لهث بعنف مرجعاً شعره للخلف وأنهمرت دموعه، لا يشعر أنه بخير وهي بعيدة ولا يعلم وجهتها، لم يظن أنه سيشعر هكذا إن فقط غابت عن عيناه وروحه

"أبحثوا عنها، لا تتركون بقعة دون البحث بها" أضاف بحدة فيُطيعوه ويذهبون من أمامه، غادر عالمه من الباب سريعاً فتختفي تلك الهيئة الشيطانية وتظهر هيئته البشرية بشحوب بشرته كما الأموات وأنطفاء لمعة عيناه

تجرع غصته بقوة ثم وضع يده على قلبه، أنكس رأسه تاركاً العنان لدموعه بالهطول بصمت بينما كانت تعابيره جامدة، لا يشعر بأي نبض، قلبه لا يحيا سوى بحضورها ويموت ما إن تبتعد عنه

تنهد بعمق ونظر حوله بالأرجاء فتقع عيناه على تلك البناية الضخمة والفاخرة، وبثانية أختفت وجهة البناية فيرى ما خلفها حيث العاملون والعلماء ينتشرون هنا وهناك

جال بعيناه بينهم حتى عثر على ضالته وما كاد يتحرك حتى سمع رفرفة جناحين وتحرك الهواء من حوله، رفع عيناه ينظر لمصدر تلك الرفرفة فضيق عيناه لرؤيته تنيناً أسود ويحاوط هيكله طبقة نيران زرقاء، ذو قرنان حادان مما ألزمه على مسح دموعه وأثارها

جناحين بدت عظامه الأساسية واضحة سوداء ومن بينهم ظهرت الطبقة الجناحية كنيران زرقاء وجسده ظهرت به نقوش ذهبية مضيئة، تنيناً أمتلك هيبة ملكية وقوة هائلة من مظهره فقط

تأمله تاي بجفاء يراقب تحوله لهيئته البشرية التمويهية فتتلاقى عيناهما لبضع لحظات "تايهيوس!" همس زين ببرود فمال تاي برأسه "زينووا!"

ألتزما الصمت لبرهة فيقطع تاي تواصل عيناهما وتحرك حتى يغادره ولكن زين أوقفه "أأتيت لأنقاذ لوي كذلك؟" تساءل بهدوء يتبعه بالتحرك

أكتفى بهمهمة بسيطة يرفع عيناه للبناية فدنا زين منه ورفع يده حتى يخفض رأسه لكنه تفاجيء أن يده مرت من جسد تاي

ألتفت الأخير ينظر له ليبتسم بسخرية "أوددت الغدر بي مجدداً أم ماذا يا ابن العم؟" تساءل ساخراً فتجرع زين ريقه بغير تصديق ينقل نظره بين يده وبين تاي

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن