٢٦- تغيُّرات

210 30 1
                                    

إن كان الموت سيأتيني منكِ
فسأحب أن أموت بين ذراعيكِ

________

توسعت عينيها تنتفض ناهضة عن المقعد ونفت برأسها العديد من المرات رافضة أن تصدق ما تفوه به "لا، لا هذا لن يحدث أنا لن أقتله، بكل تأكيد لن أفعل، لن أجرؤ على ذلك فكيف سأقتله وهو صديقي؟!" هتفت بهستيرية وغير تصديق

نهض جين ممسكاً بذراعها يجعلها تنظر له "لا نعلم كيف سيتم هذا بالضبط، لكننا نعلم أنه لن يحدث الآن، لازال أمامكما الكثير قبل حدوث ذلك، فلم تتم الطقوس بينكما" تحدث بجدية فأنهمرت دموعها تنظر لتاي

"إذاً لن نفعل الطقوس، لا حاجة لها صحيح؟" قالت بأهتزاز تترجى أن يوافقوها لكنهم صمتوا "يجب أن تتم الطقوس كي لا يموت تنيني حزناً وتتأذى تنينتكِ وربما تموت حزناً أيضاً، وصدقيني لا تريدين معرفة تأثير هذا على كلينا" همس تاي بهدوء عاقداً ذراعيه لصدره

نقلت أنظارها بين ثلاثتهم "إذاً هذا يعني إما أن أقتله أو يموت كلانا؟، لا يوجد حلاً آخر!؟" همست بأهتزاز ونحيب فتنهد جين "لا حل للأسف، لقد صدرت النبوءة ولا مجال لتغييرها، أنتِ قد تنهين العالم فقط لأجل قتله تورا ولا نعلم كيف ستفعليها"

أجاب بهدوء فدنا تاي منهما "أسيكون حلاً أن نفترق؟" همس بتساؤل فنظرت له بصدمة وقبل أن يجيبه أياً من جيمين او جين صاحت به بأنفعال وقهر "لن تتركني مجدداً، تحملت هذا بصغري لكنني واللعنة لن أتحمل هذا منك مجدداً، لا تكن قاسياً وتتوقع مني أن أسامحك بكل مرة"

أنهت حديثها تسحب حقيبتها وغادرتهم فنظرا كلاهما له "ليس حلاً، هي لن تحتمل، من الأفضل أن تذهب خلفها تاي، تعاملا وكأنكما لم تعلما شئ، فلم يحن وقت تنفيذ النبوءة بعد" أخبره بجدية يربت على كتفه

لم يتعجب تاي لأستطاعته لمسه فهو عنقاء، رفيق الموت، يستطيع لمسه مهما أراد ذلك بسبب قواه، تنهد بقوة وتلاشى من أمامهما كي يتبعها

"لماذا توأمته بالذات التي وُكِلَت بقتله؟" همس جيمين بحزن لأجلهما "لأنها الوحيدة التي قد تقتله بكلمة واحدة جيمين، قلوب التنانين ضعيفة كثيراً أمام الأحبة، فإن شعر قلب تنيناً أن رفيقه يكرهه ولا يتقبله سيموت حزناً، هي الوحيدة القادرة على قتله قبل أن ترمش"

أجابه بشرود وضيق لينكس جيمين رأسه بحزن وبداخله كان يتمنى ألا تصل الأمور لهذا المنعطف، لو لم يكن تاي جامحاً ويعث بالأرض فساداً لما وصل لهذا الحال مطلقاً

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دوماً

كانت تسير بطريق العودة للمنزل على الأقدام دون أن تنتظر عودة والدتها باكية بحزن، ربما كانت في الثانية عشر لكنها بطريقةً ما كانت أكثر ذكاءً من أبناء عمرها، ربما كان هذا لأجل قوتها

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن