الملاك الحارس || K.T.H

١٨- تخفي

إن لم نملك الثقة يوماً
فكأننا لا نملك أي شيء

__________________

"أنتبهي لنفسكِ صغيرتي" هتف زين صائحاً لها لتبتسم ببهجة ولوحت له تركض للداخل حيث تقف ميني بجانبها نايل وقد سعدا الأثنان ما إن أقتربت نوفان منهم

حدق زين بنايل بهدوء يتفحصه من رأسه لأغمص قدميه بشك "لا تُحدق به هكذا، هو توأمي أجل" سمع صوت فتاة بقربه ليلتفت لها

"همم لماذا لا أتعجب ذلك؟، خروجكِ من المملكة كان لأجله ليس لكي تُشاهدي عالم البشر كما زعمتي" تحدث بسخرية لتقهقه بخفة

"كما فعلت أنت بحضورك لأجلها أيها الملك، فلا تحادثني هكذا لأنني لم أخرق أي قانون" قالت بمكر وأعتيادية فتنهد بعمق "لا تتهوري سيرين، لازال الفتى صغيراً" حذرها بجدية

نظرت له رافعة حاجبيها "أنظروا مَن يتحدث، لازالت توأمتك صغيرة كذلك" سخرت تعود بنظرها لنايل، تنهد بعمق يحدق بنوڤان كذلك "لكل عُمر قواه سيرين، نايل لم يتم الخامسة عشر بعد، لذا لا تتهوري وتنقلي قواكِ له الآن، دعي مشاعركما تتغير أولاً"

تحدث بجدية فدحرجت عينيها بملل "أجل أجل أعلم، لا تحذرني أنا من هذا، بل حذر ابن ساتانيا، لقد رأيت توأمته البارحة، وأكاد أجزم أنها تحمل قواه بداخلها بقدر كبير مما يعني أنه يضعها بها منذ صغرها، أليس هذا خارج القانون أيها الملك؟"

تحدثت بجدية تستدر لتحدق به عاقدة ذراعيها لصدرها، قطب حاجبيه بخفة وحدق بها "أشعرتي بقوتها؟" سألها بأهتمام فنفت برأسها "بل رأيتها، بالأمس حدث شجار بينها وبين أحد طلبة الثانوية، لم تلمسه لكنها أصدرت موجة أطاحت به بعيداً عنها، كما ظهر هو شخصياً وأزال هذا كله من ذاكرة الطلاب، لقد أعدت ذاكرة نايل بصعوبة"

شرحت له بجدية فأحتدت عيناه بغضب "نايل لا يتحدث عن هذا صحيح؟" سألها بجدية فأومأت بتأكيد "هو لا يُخرج حرفاً، يعلم مدى حجم الأمر" أجابته بجدية فتنهد بقوة

"أبقي عيناكِ مُتيقظة إذاً، نُريد الإطاحة به" أمرها بجدية فهمهمت بتأكيد، سار مبتعداً لكن أوقفه سؤالها "ألم نكن نحن مَن غدر أولاً وقتل ساتانيا وقد كانت الضحية؟، لماذا لم نَمس الملك لينجارد وهو الجاني وأختزلنا كل الأذى لتايهيوس والذي لم يكن له ذنب بأي شيء؟"

تصنم مكانه لسؤالها عاجزاً عن إجابته، فهو لا يعلم الأجابة من الأساس، لماذا بالفعل؟، أندفعت نحوه بهدوء وسألته "أليس من المفترض أننا لسنا ظالمين كما البشر؟، فلماذا ظلمنا أُماً وطفلها ولازلنا نظلمه حتى بعدما قام بردة فعل طبيعية حينما أكتشف أمر قتلها؟"