٢٩- إكتمال الدم

173 26 19
                                    

كنت طاغياً قاسياً حتى عليكِ
ثم غدوت خاضعاً ذليلاً لكِ

____________

خفقات قلبه أشتد جنونها، تثاقلت أنفاسه تخرج بطيئة لما يعانيه من هلع بداخله، لأول مرة بحياته يخشى شيئاً لهذا الحد، ولأول مرة بحياته يدرك أنه الطرف الضعيف هنا وليس القوي

عجز عن التفوه بكلمة واحدة رغم أن عقله يتزاحم بالكثير من الكلمات، لا يدري ماذا يقول، أو ماذا يجب أن يُقال بهذا الموقف، حتى تولى جين هذه المهمة ونطق بأهتزاز فلم يكن تاي وحده الذي هُلع

"تورا!، ماذا تقصدين بأنكِ وحدكِ من سيؤذيه ويدمره؟" سألها بتردد وتلعثم فرمشت عدة مرات ببراءة ونقلت نظرها له "أؤذي من؟" تساءلت بعدم فهم قاطبة حاجبيها

تفاجأ الأثنان بردها فتقرب جين منها واضعاً يداه على كتفيها مُقرفصاً أمامها كي يصبح بطولها "للتو قلتي أنكِ أحتفظتي بجسد تايهيوس كي لا يؤذيه ويدمره أحداً غيركِ" هتف بجدية ينقل نظره بين حدقتيها

تبالهت تعابيرها وهي تحدق به بعدم فهم وذهول "لحظة .. أنا لم أقل ذلك، لماذا قد أؤذي سيد ظل؟" هتفت بأهتزاز وخوف فصمت جين يحدق بها بغير تصديق

"تورا .. أتعلمين أين جسدي؟" نطق تاي أخيراً فنظرت حولها وكأنها لا تدري مصدر صوته إلا أنها تسمعه "ل-لا، أين جسدك؟، هل أختفى جسدك؟" سألت بخوف وقلق لتزداد دهشة الأثنان

إلا أنهما فهما ماذا يحدث، تورا تتبدل دون أن تلحظ حتى أنها تتبدل "تورا، ماذا حدث منذ لحظات؟، ما آخر شيء تتذكريه؟" سألها جين بأهتمام فألتزمت الصمت للحظات تُفكر ثم أجابت بتلعثم

"ل-لقد كنت أحادث السيد ظل، رأيته بمنزلي، سمعت نداءه" أعتدل جين واقفاً وتنهد بعمق "أياً كان ما يحدث تايهيوس، فمعناه أن نهايتك تقترب وعدوك لازال ينمو بداخلها، ولا أدري كيف يتم إيقافه فهي نفسها لا تفقه شيء مما يحدث وتفقد الوقت" قال بجدية وهدوء يُسبب الذعر لتاي إلا أنه حافظ على هدوءه

"فليكن، أنا مستعداً تماماً له، فلازلت ذا شقين، لستُ أهلاً للموت ولا الموت يعرفني" نطق بجدية وبرود مع بسمة جانبية مدركاً تماماً أن جين لم يسمعه، لكنه قصد أن يسمعه الشق الآخر من تورا، ذلك الذي يتأهب للخروج كي يقضي عليه

نقلت نظرها نحوه فتتقابل عيناهما وأرتسمت إبتسامة واسعة شيطانية على محياها "لكل شق سلاح، والأثنين معي، والموت يقرأ بشأنك الآن، وسيتعاون معي" هتفت بخبث وشر فتراجع للخلف يخفق قلبه بتسارع

"تورا توقفي" صاح جين بجدية فأنتفضت تتراجع للخلف ودمعت عيناها بخوف "أ-أتوقف عن ماذا؟!" همست بخوف ونحيب ليمسح وجهه بغير تصديق، أياً كان ما يحدث حقاً

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن