٦- تَصادُم الماضي والحاضر

370 39 37
                                    

كُنتُ الخطر الوحيد عليكِ
لكنني لم أعد الوحيد بعد الآن!

_____________

"سيد ظل .. أنا جائعة" أخبرته بعبوس تحتضن دميتها لصدرها، تنهد بعمق وأشار لها لتتبعه فنهضت عن الفراش تركض خلفه سريعاً وترجلت على السلم لتشهق بهلع حينما تعثرت

رمشت بدهشة عدة مرات ما إن وجدت نفسها تطفو عن الأرض ودميتها هي التي سقطت عن السلم وصولاً لنهايته، قهقهت تصفق بمرح "أنا أطير"

هز رأسه بقلة حيلة متجهاً لطاولة الطعام وجسدها يتبعه مُحلقاً عالياً لتجد نفسها تهبط فتصبح جالسة على المقعد ودميتها تُحلق نحوها فألتقطتها تقهقه بمرح

"ماذا تريدين أن تأكلي؟" سألها بضجر فهزت ساقيها بتفكير وقالت سريعاً بلهفة "الفطائر المحلاة، أنا أحبها" همهم بتفهم ولوح بيده بهدوء ليظهر صحناً أمامها يحمل الفطائر المحلاة بكثرة

وسعت عينيها بإنبهار لتأخذ قطعة فطيرة تتناولها بيدها بإهمال وعدم إكتراث ما إن ستتلطخ أم لا، رفع حاجبيه بإستنكار لفعلتها وكيف تجاهلت تلطخ كنزتها بالعسل "ما هذا أأنتِ طفلة!؟" تحدث بتقزز يُشير لطريقتها

رمشت ببراءة تنظر له ثم نظرت لنفسها لتُجيبه بفمٍ ممتلئ فتخرج كلماتها غير واضحة كثيراً "إن لم تكن مُنتبهاً فأنا سأتم الثامنة اليوم!" أستنكرت بينما تمضغ ما بفمها

صفع جبينه بغير تصديق "لا أنتِ عدوى!، أنا لم أسأل بحياتي قط أي سؤالاً غبياً" هسهس بإنفعال يتحرك ذهاباً وإياباً وكأنه سيُجن

أو بالفعل قد جُن منها ومن أفعالها

أبتلعت ما بفمها ولعقت أصابعها بخفة ثم أخذت فطيرة أخرى "معك حق كان سؤالاً غبياً، يجب أن تفكر بحديثك عشرة ثواني قبل أن تقوله سيد ظل" ورغم أن حديثها كان بريئاً إلا أنه أستفزه وشعر بأنها تسخر منه

صرخت بهلع ما إن إندفع جسدها للأعلى فترتطم بقوة بالسقف لتتآوه بألم وتدمع عينيها "سأفكر عشرة ساعات قبل أن أُنزلكِ من هنا" تحدث ببرود وجلس مكانها يُمسك بالشوكة والسكين ليتناول الفطائر بهدوء

نحبت ببكاء تُحرك أطرافها راغبة بالتحرر وبذات الوقت تخشى السقوط من هذا الإرتفاع إذ أن سقف القصر كان عالياً لقِدَم طرازه

شهقة فزعة أنثوية لفتت إنتباههما لتركض صاحبتها لما أسفل تورا ولم تكن سوى أنجيلا التي أرتعدت من وضعها "تورا، صغيرتي!، أنت!، أنزلها على الفور كيف تفعل هذا بها" صاحت به بغضب وأنفعال

حرك أصابعه بخفة ليختفي صوتها فتوسعت عينيها بغير تصديق تتحسس عنقها تحاول إصدار أي صوت لكن بلا جدوى، لقد أفقدها صوتها تماماً

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن