٥- تَقارُب

369 44 53
                                    

أنا مُطالب بحمايتكِ
ليس لأنني أهتم بكِ
غبياً من يظن ذلك

______________

صوت صراخها يجتاح مسامعه لا ينفك يؤنبه على صمته أمام ما يحدث لها، أغلق عيناه زافراً بقوة بينما يُفرق ذراعيه للجانبين وبلحظة ضرب كفاه ببعضهما بعنفوان

فأنتشرت موجة ببهو القصر تُلقي بهؤلاء الرجال بعيداً عن الأسرة، لهثت أنجيلا ما إن رأت ذلك لتهرع لأرثر تساعده على النهوض وتراجعت للخلف بهما تقف أعلى السلم

هبط تاي بهدوء ويداه تشتعل كالجمر وظهر أمامهم يُثير الفزع بقلوبهم "إن تجرأ أحدكم مجدداً ومس تلك العائلة سأخفيه من الوجود، تلك القلادة ملكي ومَن ترتديها تخصني، أخبروا من أرسلكم أنه إن فكر فقط بالتعدي عليهم، سأكون أسوأ كوابيسه"

تحدث بنبرة شابهت فحيح الأفاعي مما أرجف بدنهم ونهضوا بصعوبة عن الأرض يُغادرون المنزل "هذا ما ظننته" همس ببرود ينفض كفيه فيختفي إشتعالهما

لوح بيده ليُصفع باب القصر مُوصداً جيداً ثم ألتفت يحدق بهم "منحتها كلمتي بحمايتها ولكم كلمتي بحمايتكم فقط إن أدركتم أنها تخصني وملكي" أخبرهم بجفاء وعيناه أرتكزت عليها

أومأ كلاهما مدركان هذا وأنحنت أنجيلا تجلس أرضاً بإرهاق تضم تورا بقوة لصدرها وقد أهلكها كل هذا، فرقع تاي إصبعيه لتختفي أصفاد أرثر فيتحرر ويجلس بجانبها يحتضنهما بوهن

أستنشقت تورا ماء أنفها بإهتزاز تحدق به لترسم بسمة رقيقة على محياها "شكراً لك أيها الظل، سأظل معهما بفضلك" شكرته بهمس، ضيق عيناه بإمتعاض "أجل أجل لا يهم" هتف بملل يختفي من أمامهم

قهقهت تورا بمرح لطريقته وعانقت والديها بقوة تهتف بسعادة "لن أترككما" قهقه كلاهما بلطف ونهضا يحملاها يذهبان بها لغرفتهما حيث قررا أن تبيت بأحضانهما بعد أن أرعبتهما فكرة عدم وجودها بعد الآن

تمر الأيام والوضع كما هو عليه، تُعاني تورا من عبث تاي بحياتها، فتارة تُطرد من الصف دون سبب لأن المعلم ظن أنها تلعب بقلادتها ولم يكن سوى عبث تاي كي يُذهب الملل عنه

وتارة يُشعل النيران بالمنزل فيُفزع العائلة بأكملها وما إن يشعر بالرضا يخمد النيران ويعود القصر كما كان فلا يكن هناك أثراً لأي إحتراق!

وتارة أخرى يحرم أبن الجيران من النوم فقط لأنه سخر من تورا ومن دميتها، فيظل يُعاني ليالي كثيرة حتى يعود لها معتذراً عن سخريته وبلطفها قبلت إعتذاره دون ضغينة

وتارة يُخيف صديقتيها برفعهن عن الأرض لاصقاً أياهن بالسقف مستمتعاً بصرخاتهن فزعاً رفقة صراخ تورا المتوسل له بتركهن، فينتقل لتلك المتنمرة التي لا تترك تورا بحالها يُخيفها أكثر من سابقتها

الملاك الحارس || K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن