« أرجوك لا تنجرف»يحدث الآن الخلط الكثير بين كلمة "زوج" و "حبيب"، وبين علاقةٍ شرعية أحلَّها الإسلام تُدعى "الزواج" وبين أُخرى نهى عنها الإسلام غير أنها صعدت بطقوسها فوق طقوس الزواج.
فصارَ الخطيبُ زوجًا، وصار الحبيبُ زوجًا، وصارت "أحبك" ميثاقًا للزواج، تُكسَرُ القيودُ بكلمة، وتُهدَمُ السدودُ بكلمة، وتُستحَلُّ المحارمُ بكلمة."together" "معًا"?!
معًا كيف وإلى أين؟!
معًا لجنةٍ أم نار، معًا إلى متى؟!.
إلى الأبد؟!
وماذا بعد الأبد، ماذا بعد أن ينتهي الأجل، ماذا بعد الموت، ثم ماذا لو أتى الموتُ وأنتم معًا!!
يدًا بيدٍ في غير موقتها، يدًا بيدٍ تهدمان حدود الله، يدًا بيدٍ إلى نعيمِ الفانية وجحيم الباقية.عزيزتي؛
طقوس الزواجِ للزواجِ، والخاطب كغير الخاطب، وأُحبكِ لا تُقالُ قبل " على كتاب الله وسنةِ رسوله"، وحبيبك لا يسبق الله حبًا، وحب الله لا يأتي بعصيانه.
فلا تخدعنكم اللاهيه كما خدعت قبلكم من الغافلين الكثير، ممن نسوا الله حين تذكّروا بعضهم، وغفلوا عن حقِ الله في أداء حقوقهم، وانتهكوا حرمات الله بكثيرِ كلامٍ لا يُرضي الله، ثم لا طاعة لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق.في زماننا هذا؛
ترى الفتاةُ تروي الحكاياتِ عن فارسٍ أبيض بقلبٍ أبيض وحصانٍ أبيض، هدم الحدود _وأولها حدود الله_ ليلقاها، وترك باب الله وطرق بابها، وغفل عن حب الله حين أحبها، ونسى الله ولم ينسها، وأحب الدنيا وترك الآخرة.تراها تحكي عن الفواني كأن البقاء رفيقهم، وعن العُصاةِ كأن لا ربَّ لهم، وعن حبٍّ أتى ببغضِ الله، وعن أحلامٍ تحققت ولا حلم للجنةِ بينهم، وعن فارسٍ أبيض يملأُ قلبه سواد، وعن حبيبٍ برتبةِ شيطان.
في زماننا هذا؛
ترى الخاطب ارتقى لرتبةِ الزوجِ مادام "بابا موافق وماما موافقة ف so what"
ترى ميثاق الزواج روتينًا لا حاجةَ له مادامت فاتحةُ الكتابِ قد قُرِأت على ما ليس في الكتاب.
ترى الزواج يأتي ب "آمين" من الكثير من الضآلين.في زماننا هذا؛
لا تُلهِكَ كثرةُ العصاةِ عن طريق الله، ولا يصم صوت الباطل صوت الحق بقلبك، ولا تغفل عن صوتِ قلبك إن قال لك: هذا لا يُرضي الله، ولا تنسَ الله بأحبك، وليكن حب الله أقرب لقلب العبد من حب العبد للعبد.وإليكم يا جنس حواء؛
لا تستعجلن الزواج في غير أوانه، وتريثن فلكلٍ نصيبه من الخيرِ لن يذهب لغيره، ولا تخدعنكم مظاهر الحبِّ في رواياتِ الحبِّ فقد غاب الحبُّ عن كثيرها، وغاب حبُّ الله عن جميعها، فذهب الحبُّ من الجميع.
ولتكن غايةُ الحبِّ باب الجنةِ قبل باب القلوب، ولتكن قلوبكن جواهرَ لا يفوزُ بها كثيرُ الكلام، ولا تكسرن قيد القلوب بكلمة، ولا تهدمن الحصون بكلمة، ولا تستعجلن الحرامَ فعمرهُ قصيرٌ، يأتي في الدنيا ولا أثرَ له في الآخرةِ إلا كريحٍ خبيثٍ تُلقي بصاحبها في مكانٍ خبيث.
و"إلى الأبد" أبده قصير، وإلى الأبد لا أبدَ له، و"معًا" في طريق الله إلى الأبد، وإلا فلا معًا أبدًا."started from massenger, saraha, ask.."
منذُ متى والبداياتُ لا تبدأ ببابِ المنزل؟!
البداياتُ التي لا تُرضي الله نهاياتها لا تُرضي الله..
والنهاياتُ لا تعني نهايةُ الدنيا بل مصير الآخرة، وكُتَّابُ الشمالِ لا ينامون، والجوارحُ على الإنسانِ شاهدة، والموتُ يزورُ الأجسادَ في أي وقتٍ وحين، ونهايةُ المعصيةِ بدايةُ العذاب.ثم ما إن حدثت المعصيةُ فالجهرُ بها يأتي بكثير أحمالٍ تكسرُ الأعناق، فإن بدأت المعصيةُ من أي بابٍ في الخفاء فلا تجعلوها ترى شمسَ الصباح، فرائحةُ المعصية سريعةُ الانتشار، فلا تأتِ بغير العادي على ملأٍ من الناسِ بثوبِ العادي فيعتاده مَن كان يُنكره.
ولا تتحدثوا عن إنجازاتٍ لا تُرضي الله لترضوا خلق الله، ولا تألفن الذنب من كثرة وقوعه، فالذنبُ ذنبٌ ولو فعله الألف، والطاعةُ طاعةٌ ولو لم يأتِ بها أحد.
ولا إنجاز يستحقُ كثرة التصفيق من الوصول إلى الجنة، بكثيرِ عملٍ لأصحابِ اليمين، وقليل جهدٍ لأصحابِ الشمال.واعلمن؛
أن الحبَّ ليس غاية الحياة، وروايات الحبِّ كثيرها لا يخرجُ عن طور الكلام، وكثير الحبِّ لا يحتاج لآذانٍ تسمع غير أُذن حبيبه، وقلب المحب غايته قلب حبيبه، والمحبون لا يلتفتون لشدةِ التصفيق._