_سألتني: "ماما هل يسمعنا الله؟"
_نعم حبيبتي، الله يسمعنا.
نظرت اليَ نظرة اختزلت فيها عشرات التساؤلات ثم استجمعت قواها البريئة وأكملت: "لماذا لا أسمعه أنا؟ أنا حقاً أريد أن أسمعه وأراه، فأنا أحبه"
وأنا ابحث عن إجابه لسؤال أبنتي أدركت أن الأطفال وحدهم من يعرف الله. تتوق أرواحهم لرؤيته وسماعه، يسألون ألف سؤال ويجيبون بأنفسهم أغلبها.
_حبيبتي، يا نور عين أمكِ انتِ تسمعين الله وترينه.
_" كيف؟ لم اسمعه يتكلم ابداً."
_ بل تسمعينه، حين تجرح يد أخيكِ و تأتين انتِ باكية كأن الألم فيكِ، تسمعينه يقول: سيكون بخير لا تقلقي ويمسح دموعكِ ويربت على كتفكِ فتهدأ نفسكِ. حين تنادين العصافير ان تأتي تأكل من الحب الذي نثرتيهِ في الحديقة.. تسمعين صوته يثني على قلبكِ ويبارك تلك الطيبة والبراءة فتشعرين بالرضا والسكينة.
عندما نسيتِ ذات يوم سندويجتك في البيت.. قامت صديقتكِ جنى بأقتسام أكلها معكِ، رأيتِ يومها نور الله في قلبها ليشع ويملأ قلبكِ فرح و سعادة.
نحن نرى الله ونسمعه في كل خير نفعله حبيبتي. نراه في ابسط الأمور وأعظمها. الله خير وسلام، محبة وألفة ومئات الأنوار التي تسطع من القلوب الطيبة المتسامحة.
ليتنا نعود مثلكم صغيرتي، يسكن الشوق ارواحنا لرؤياه، ننفض عن عقولنا وقلوبنا كل بغض وكراهية وعمى الأنسانية الذي اصابنا. ليتنا نرجع له نغسل أثار السواد والشؤم الذي لوثنا. نرفع ستائر التعنت الحالكة ليدخل النور البهي من جديد._وفاء الحسيني