" لتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً "
آية رددها صاحبي وبعد كده سأل وقال : هو ايه الفرق بين الحُب والمودة ؟ وهل الحب أقوى ولا المودة !
وليه مقالش وجعل بينكم حُب!
نسيت أعرفكم بنفسي ؛ أنا كريم 23 سنة ، المهم لاقيت نفسي بتكلم تلقائي بقول :
الفرق بينهم كبير جدًا
جُملة ( أنا بحب ) سهل تتقال جدًا على أي حاجة زي لبس عجبني ، على أكل ،على حاجة نفسي أشتريها..
السما شكلها جميل بحب أبُصلها
الطقم دا جميل جدًا بحبك فيه
( فـ الكلمة نفسها مش بتبهر )
ولو اتقالت لشخص بيكون معناها إن في جوه قلبي مشاعر إتجاهك ..مُنبهر بالشكل أو الشخصية ، والمشاعر وقفت لحد العقل وممستش القلب أصلًا لإن العقل هو اللي مُنبهر ..
فـ الحُب حاجة عادية بتروح بمرور الوقت لو مكنش ليها جُدران من المودة والرحمة ..
إنتَ بعد الجواز بكام شهر، زوجتك بتتخن أو بتخس ، وخلال الجواز بيطلع ليها حبوب في وشها من التوتر أو الضغط النفسي، ومستحضرات التجميل بيقل استخدامها ، وبتشوف الهالات السودة ،وبتشوفها في أسوأ حالة ليها
ومع ذلك شايفها جميلة جدًا
لما أُمي أنجبت أختي الصغيرة وزنها زاد جدًا ومش كانت بتقدر تمشي زينا كده ،ومن كُتر ما اختي كانت بتسهرها الهالات السودة كانت تحت عينها زي الخريطة ، والحبوب عملت من وشها وطن ليها وشعرها كان بيتساقط جدًا ..
وكان بابا كل يوم أول ما يجي من شُغله يقولها إنتِ أجمل ست في الدُنيا..
ولما كانت تقوله أجمل ست ايه بس !
كان يقولها والله عيني شايفاكِ أجمل ست ، والحمدلله إن ربنا منّ عليّ ك مسلم بنعمة غض البصر ولما البصر إترفع شافك ومشافش غيرك ولا هيشوف ..
ولما أُمي وقفت في المطبخ وهي بتحمر الأكل والزيت جه على إيدها وسبب ليها بعض الحروق ، بابا جه قبّل يدها وقالها تسلم إيدك ، ولما لاقاها بإستمرار بتبُص لإيدها وحس بحُزنها قالها :
أهي الزينة دي مكافئتها عظيمة أوي عند ربنا يا بختك إيدك دي هتشهدلك يوم القيامة إنك كُنتِ خير زوجة
ونزل اشترى ليها خاتم ولبسه ليها
( هو أه الخاتم مكنش دهب ولا حاجة بس بالنسبة لأمي كان ماسة متقلعتش من إيدها خالص)
وأغلب الوقت يدخل المطبخ يساعدها ، مش بيتكسف إنه يدخل يغسل الأطباق ، ولا شايف نفسه كبير على إنه يضع رأسه على قدمها ويقعد يحكيلها يومه ويطلب منها النصيحة .. ولا بيسبقها وهو ماشي لا دا بيمشي عُكاز ليها زي ما كان الرسول بيعمل مع السيدة عائشة ..
ربنا لما اتكلم عن الحُب قال : ( قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ) شوية حُب بيروح لما الإنبهار بيروح
بس لما اتكلم عن المودة قال : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )
المَوَدَّةً وَالرَحْمَةً يعني النّظر إلى عيوب المحبوب نظرة طويلة مع ابتسامة تُشعرهُ أنه أجمل ما في الكون..
المودة روح وانقسمت نصين ، خد عيوبي دي وساعدني أعالجها ، وسيب مميزاتي هنا تونسّك .. هات ضعفك كُله ليا وخُد قوتي ...
مسمهاش أنا .. اسمها إحنا
ورغم إنه حرف واحد بس بيتحط في نص الكِلمة إلا إنه بيغير معناها ، ورغم إن الكلمات بسيطة يكفي إنها إتجمعت ليك انت عشان تكّون جُملة تطمنك
أما الحُب فهو التّجمل والتصنع من أجل أن يراك المحبوب دائمًا جميل ، لو خسيت هتتكسف يشوفك كده ولو تخنت هتحاول تخس في اسرع وقت قبل ما يشوفك ..
ولو في وشك حبوب هتحاول تخبيها
ولو فيك عيب هتحاول تتجمل قدامه ..
دي ورقة مرسوم فيها قلب ، وورقة فاضية
الورقة الفاضية دي يعني مودة ، بتحاول انك ترسم دايمًا فيها حاجة تكون سبب في السعادة بينكم ، وكل مرة ترسم حاجة مختلفة ، وتعمل حاجة مختلفة كما كان يفعل رسول الله ..
أما الورقة اللي فيها قلب دي فـ هو دا الحُب ، طريق محدد زي ما يكون نهج بنمشي عليه ، بيقل فيه الإنبهار بمرور الوقت لحد ما تسأل نفسك : أنا هنا بعمل ايه !
بابا كان لما يحصل بينه وبين أُمي خلاف ويجي يراضيها وتقوله بطلت تحبني ..
يضحك ويقولها مش الحب اللي يحكم علاقتنا ، المودة دي ربطاني بيكِ برباط غليظ طرف الحبل في قلبي والطرف التاني في يدّ الله
بابا دلوقت عنده 60 سنة وكُل ما يشوف أمي يبتسم وكإنه رآي أعظم إنتصاراته ، وكأن قميص يُوسف أُلقي عليه فعاد بصيرًا ))
