سورة يوسف❤
عندي إحساس داخلي كده أن من المسلمات الفطرية اللي بيتولد بيها الإنسان هي حبه الشديد لسورة يوسف.
السورة اللي نزلت علي النبيﷺ في عام الحزن حين مات ابو طالب وخديجة واشتد كرب النبي واشتد أذي الكفار له،فنزلت يوسف لتهون عليه وعلينا من بعده،لتمسح الآلام عن كل حزين لتكون سلوي للقلوب وبلسما للجروح،لتعلمنا أن لابد لكل ليل من آخر.
سورة بدايتها كانت رؤية ونهايتها كان تحقيق الرؤية،نصفها الأول ابتلاءات ومحن ونصفها الثاني نصر وفرج وتمكين.
كان عمر سيدنا يوسف حين رأي الروية ١٢ عام وعند تحقيق الرؤية كان ٥٢ عام،يعني ٤٠ سنه بين الرؤية وتأويلها،تعرض سيدنا يوسف فيهم لفتن مختلفة
اولها كيد إخوانه ليه وإلقاءه في الجب،وبعدين يباع عبد وهو النبي بن النبي حفيد النبي وجده الأعلي خليل الله صلوات الله وسلامه عليهم جميعا(يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)
ثم تتوالي عليه الابتلاءات المختلفة فيعمل خادما عند عزيز مصر،ويتعرض لفتنة امرأة العزيز،ثم يبتلي بدخول السجن،ثم بالسلطان والرخاء بعد الشدة.
فتحمل يوسف الأذى في سبيل الله،ووثق بقضائه واطمئن لقدره صابرا علي المحن متفائلا بالفرج فأكرمه الله وجعله سيدا مطاعا علي أرض مصر.
وقد سطّرت لنا السورة في نسقها الرائع واسلوبها الممتع سنن هذه الدنيا وأنها لا تستقيم لأحد،فهي تعطي وتأخذ تمنع وتمنح تقسو وترق.
تخبرنا انه إذا ضاقت بنا المحن واشتد سواد الليل وملأ اليأس القلوب،وظننا أن الباطل قد انتصر علي الحق وان الظلام قد استعصي علي النور،فحينئذ ينير شعاع الأمل رحاب القلب وستلوح في الآفاق رايات النصر ويتبدد الغمام بضوء الشمس، فنهتف قائلين(حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)