الفصل الأول

101K 2.2K 146
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_الأول
#ندا_حسن

"كانت فداء روحٍ بريئة أراد هو وعائلته ذبحها لتدنس براءتها على يده"


خرجت من الغرفة عازمة أمرها على ذلك القرار الذي اتخذته في ثوانٍ معدودة بعد تلك المكالمة التي وردتها من زوجة عمها الجالس مع والدها بغرفة المعيشة الآن، لا تدري ما ذلك الهراء الذي يحدث من حولها ولكن ليس بيدها شيء آخر تفعله سوا ذلك..

فهذا ابن عمها وخلاصه بيدها هي فقط وإن كان شخص آخر تستطيع إنقاذه لفعلتها دون تردد ولكن الأمر مُريب والتفكير به مُرهق كثيرًا لذا أخذت ذلك القرار على عجلة من أمرها حتى لا تعود به وتُنهي حياة شخص بريء  وبيدها نجاته..

ولجت إلى داخل الغرفة لترى والدها وعمها يجلسان سويًا، نظروا إليها بعد أن وجدوها تدلف إليهم كما لو أن الشياطين تُلاحقها وقد خاب أمل عمها كثيرًا من تلك النظرة بعينها وأدرك أنها ترفض تمامًا أما والدها خاف بشدة أن تقول ما توقعه منها وهو الذي كان سيرفض للتو للمرة التي لا يعلم عددها بسبب كثرة التفكير ويعتذر من شقيقه بأنه ليس له دخل هو وبناته بما يحدث بعيد عنهم..

أخذت نفس عميق ثم زفرته لتهتف بسرعة وكأنها تتخلص من عبء ثقيل على قلبها لو أنتظر ثواني لفتك بها:

-أنا موافقة يا عمي اتجوز ابن الراجحي

وقف والدها على قدميه ينظر إليها بذهول بعد أن قالت ما توقعه ليتحدث بحدة قائلًا وقلبه ينتفض فزعًا على ابنته:

-أنتِ اتجننتي يا مروة؟، عايزة ترمي نفسك في نار العيلة دي ومع واحد منعرفش عنه حاجه؟

أجابته مضيقة ما بين حاجبيها باستغراب وقد عبث ضميرها بالقرار الذي اتخذته:

-مش أحسن ما حد مننا يروح فيها وبعدين أرجع أندم وأعاتب نفسي إني كان ممكن أنقذه!

جلس والدها خلفه على المقعد وأخفض رأسه للأرض، نعم هو يعلم أن ما تتحدث به صحيح لن يستطيعوا فقد أحدًا منهم وخصوصًا أنه الآن يعتبر وحيد والديه بعد ذهاب شقيقه الأكبر..

أقترب منها عمها بعد أن وقف على قدميه تترقرق الدموع بعينيه بعدما قدمت مستقبلها للمجهول مقابل روح ابنه، احتوى وجهها بين كفيه ثم تحدث قائلًا:

-أنا آسف والله يا بتي مكتش عايز ده يحصل بس ما باليد حيلة وده دلوقتي ابني الوحيد

تحررت دمعة واحدة فقط من أسر عينيها لتزيلها سريعًا وهتفت مُبتسمة بهدوء محاولة التخفيف عن نفسها والجميع حولها:

-متقولش كده يا عمي، محدش عارف نصيبه فين

نظرت إلى والدها وجدته كما هو يسيطر الحزن عليه بسبب ما تتقدم على فعله، تركت عمها وذهبت إليه، جلست على عقبيها أمامه ثم تحدثت قائلة بهدوء مُصتنع:

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن