الفصل الرابع والعشرون

41.7K 1.6K 366
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_الرابع_والعشرون
#ندا_حسن

"يكذب ليأخذ كل ما تملكه!، يكذب ليكون
بصف عائلته الكريهة!، كل ذلك كذب؟،
كل ما مر عليهم كان كذب"


ولج إلى داخل الغرفة ولم يجدها، فكر أنها ربما مازالت بالأسفل ولكنه أستمع لأصوات تأتي من المرحاض فعلم أنها متواجدة به أغلق باب غرفة الصالون من الخارج ودلف إلى غرفة النوم عازمًا أمره على إنهاء تلك المسألة بينهم..

وجدها تخرج من المرحاض بوجهٍ باهت كما الأيام السابقة، بيدها منشفة، نظرت إليه نظرة خاطفة ثم أزاحت نظرها عنه وتقدمت إلى الداخل وقفت أمام الفراش وأزاحت عنها ذلك الرداء الطويل لتبقى بما أسفله وقد كان قميص لونه أبيض يصل إلى ما قبل كاحليها بقليل، أحباله عريضة، يحمل نقوش بيضاء على صدره فقط..

بعد أن وضعت الرداء على المقعد تقدمت من الفراش لتتمدد عليه ولكن على حين غره وجدت نفسها بين أحضانه، لا تدري كيف حدث ومتى ولما ولكن هي الآن بين أحضانه!، يضع يده اليمنى خلف رأسها يقربها منه والأخرى حول خصرها مشددًا على احتضانها كما لو أنه سيفقدها إذا تركها!..

استغربت ما حدث ونظرت أمامها في الفراغ بذهول لما يفعله هو، ولكن أمام ذلك الدفء المنبعث من عناقه لها لم تستطيع الصمود، لفت يدها هي الأخرى حول عنقه تجذبه إليها كما يفعل مشددة على ذلك العناق الغريب والذي كانت تحتاجه وبشدة، ولكن هو دائمًا هكذا كل شيء يأتي منه ليس بمعاده بل بعده بفترات..

طال العناق وكل منهما محتضن الآخر بشدة وكأن الحياة متوقفة على ذلك العناق، طال العناق وكل منهما صامت ولا يتحدث فقط يشعر بذلك الدفء..

أبتعدت عنه بعد أن تركها ينظر إلى داخل زُرقة عينيها وهي تبادلة تلك النظرة الغريبة على كلاهما، كل منهما يتحدث بتلك النظرة بكثير من الكلمات هو آسفة يظهر بعينيه راجيًا منها الغفران كما كل مرة تغفر بها له وهي ترمي أسهُم العتاب عليه متحدثة بأنه لا يمكن الغفران هذه المرة فقد تفوقت على جميع المرات السابقة..

استدارت لتذهب إلى الفراش بعد أن اخفضت عينيها عنه ولكنه لم يسمح لها، أمسك بمعصم يدها يديرها إليه مرة أخرى ثم تحدث بخفوت وحزن:

-أنا آسف.. سامحيني

نظرت إليه ولم تتحدث ولكن نظرتها تقُل الكثير، تقُل أنه كل مرة يفعل ذلك ويعود مع آسفة الذي لا يغير شيء بل كلما سامحته ازدادت الأخطاء وكثر الأسف..

عندما وجدها صامتة تحدث مرة أخرى بنظرة دافئة تحمل الكثير من المشاعر:

-أنا آسف.. سامحيني يا مروة، أنا عارف إني غلطان واستاهل أي حاجه تحصلي بس أنا مش قادر على كده.. وعد مني هبطل العصبية الزايدة والكلام اللي بقوله.. وعد مني هعملك كل اللي أنتِ عايزاه من غير كلام بس بلاش تبقي كده

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن