اقتباس

34.4K 726 97
                                    

#براثن_اليزيد
#اقتباس
#ندا_حسن


ولج إلى داخل الغرفة بهدوء مبتسمًا، يبحث عنها بعينيه في الأرجاء ولم يجدها، دلف إلى الشرفة التي وجدها جالسة بها على المقعد تنظر إلى السماء، تلف ذراعيها حول جسدها العلوي محتضنه نفسها، تقدم إلى الداخل ثم جلس على المقعد أمامها، نظرت إليه بهدوء دون أن تتحدث معه، وجدته يبتسم ببلاهة ولم ترحها تلك البسمة فهو من الأمس إلى اليوم تاركها بوضع لا تحسد عليه..

انحنى بجذعه من على المقعد إلى ناحيتها ليقترب منها ثم أمسك بيدها الاثنين بين يديه رفع واحدة إلى فمه يقبلها بحنان ثم رفع الأخرى كما الأولى ليفعل المثل، نظر إلى عينيها بحبٍ خالص وقد كانت نظرته تكفي عن أي كلمات ولكن تحدث هو بهدوء وحنان بعد أن وجد نفسه المخطئ:

-أنا آسف مكنش قصدي اضايقك، بس ممكن متفتحيش السيرة دي تاني

نظرت باستغراب شديد فهو بالأمس ثار عليها ومن ثم ذهب ولم يعد إلا بعد نومها، واليوم منذ الصباح وحديثه فاتر يخلوا من أي مشاعر أما الآن فهو يعتذر بحب وحنان! ضيقت ما بين حاجبيها وهي تنظر إليه ليفعل مرة أخرى كما الأولى مقبلًا يدها الاثنين ومن ثم جبينها، وتحدث مرة أخرى بمرح مبتسمًا:

-خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود، أنا آسف بس اتعصبت شويه وأنتِ عارفه عصبيتي غبية حبتين متزعليش بقى

لم يجد منها ردًا مرة أخرى بل كانت تنظر إليه بكل دهشة متعجبة من تغيره المفاجئ ثم قررت أن تنال منه على طريقتها لطالما هو يفعل ذلك، تنفس بعمق ثم ابتسم بهدوء وقبل باطن يدها اليمنى متحدثًا بجدية:

-خلاص بقى يا مروتي، أنا بحبك ومقدرش أشوفك زعلانه مني كده.. ادلعي براحتك بس مش في الزعل ياستي

انهى جملته غامزًا إليها بإحدى عينيه فابتسمت هي تلقائيًا بسبب طريقة تفكيره الدائمة في أمور أخرى تمامًا، ابتسم هو الآخر باتساع ثم ترك يدها ومد قدمه قليلًا ليخرج شيء من جيب بنطاله..

أخرج علبة صغيرة للغاية ثم فتحها أمام عينيها مخرجًا منها سلسال ذهبي اللون، به قلب متوسط الحجم بنهايته ثم أعطاه لها..

أخذته بين يدها وقد كان مظهره مبهج بشكل لا يوصف، أعجبها بشدة وقد أدمعت عينيها من أفعاله الغير متوقعة بالمرة، نظرت إليه مبتسمة بخجل وهتفت قائلة بحماس:

-جميلة أوي أوي

ابتسم هو الآخر ليعود بظهره إلى ظهر المقعد متحدثًا بتباهي أمامها وهو يشير بيده ناحيتها بغرور مُصتنع:

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن