#براثن_اليزيد
#الفصل_الخامس
#ندا_حسن"لو كانت كثرة التفكير تقتُل لصعدت روحها
إلى السماء منذ أول وهلة رأته بها"ألم تُنهي عقلها عن التفكير منذ أيام؟ ها هي الآن منذ تلك اللحظة تفكر وتفكر ولم يتوقف عقلها عن التفكير ولو لحظةٍ واحدة، تلك العائلة التي انتقلت إليها لتصبح عائلتها كما يحدث مع أي فتاة ولكن هي لم تكن أي فتاة فقد كانت تحمل كامل الاختلاف..
ترى معاملة والدته لها، يا لها من امرأة حادة الطباع أو ربما قاسية أو تحمل صفات دنيئة لا تدري ولكنها امرأة سيئة للغاية معها، تعاملها كما لو كانت خادمة أتت لتخدم في بيتها، لا والله فـ الخادمة عِندها تتلقى معاملة أفضل بكثير منها ولا تدري لما تفعل ذلك، إن لم تكن موافقة على تلك الزيجة فهي أيضًا لم تكن موافقة مثلها..
وتلك المسماة بـ "إيمان" وهي لا تعلم عنه شيء تأخذ صفات حماتها كما لو كانت ابنتها، وهناك المزيد والكثير فوقها، لا داعي لتذكر تلك المواقف الغبية والكريهة منها ومن حماتها البغيضة، عقلها لا يتوقف عن التفكير في هذه العائلة وأيضًا كبيرهم ذو الصفات الخفية لا ترى منه إلا نظرات مخيفة ويماثله "فاروق" تشعر من نظرته لها كما لو كانت أخذه دمائه، الوحيدة التي شعرت باختلافها عنهم هي "يسرى" فقد كانت فتاة مرحة، واستشعرت طيبتها ولكن مع ذلك توخت الحذر..
أما عنه فقد أخذ كل ما بعقلها إليه، سلبه بذكاءٍ ودهاءٍ لم تجربه من قبل، تفكر في طريقته منذ أول يوم رأته به فقد كان بارد، قاسي، متعجرف إلى أبعد حد، مغرور بنفسه وبكونه "يزيد الراجحي" ومن ثم كان وغد لا ينتقي كلماته يسمم مسامعها بأبشع الألفاظ عنها وعن عائلتها وكأنه لا يدري من هي عائلته وكأنه لا يدري من هي أيضًا!..
يبغض ابن عمها لأبعد حد ولا تعرف ما هو السبب وراء ذلك فهو لم يفعل له شيء ولم يدري أيضًا أنها كانت معجبة به بيوم من الأيام، تذكرت أنه من بعد هذه المرحلة وكأنه بسباق مراحلة متناقضة تغير ليضع نفسه على وضع الصمت، فلم يحدثها ولو بكلمة واحدة فقط ينظر إليها بعينه ذات اللون الأخضر أو الزيتوني تعتقد أنها زرقاء..
لا تدري ولكن نظراته تُربكها، تُخجلها وربما في بعض الأحيان تهابُها، نظراته بها الكثير والكثير من الكلمات التي لا تفهم معانيها والآن المعاملة بينهما لا تفهم ماهيتها وكأنهم عصافير تغرد ولا تدري ما هي التغريدات التي يلقونها على بعضهم فمنذ ذلك اليوم وهي لا تفهمه حقًا وها قد مضى خمسة أيام على يوم الزفاف، يوم اعتبروها جثة وليست عروس..
"قبل أسبوع"
"وقفت على أعتاب الغرفة وعينيها كـ شلال المياة، تتسابق دموعها على وجنتيها بلا توقف فقد كانت الصدمة حقًا كبيرة للغاية عليها، لم تكن تتوقع ذلك أبدًا لا منه ولا من عائلته وهي التي ارتدت فستان زفاف، تعتقد أنها ستأخذ أبسط حقوقها ولكن هو لم يفعل وعائلته لم تفعل، فقد سلبوا منها ذكرى السعادة التي من المفترض أن تحيا بها طيلة حياتها لـ يستبدلون غيرها ذكرى سوداء تحمل اللون حقيقي دون أي تغيرات لتحيا بها إلى أن تصعد روحها إلى بارئها..
أنت تقرأ
براثن اليزيد "ندا حسن"
Romanceهو يزيد وليس هُناك شيء يزيدهُ سوى الانتقام!، مُقيد بـ انتقام اختلقه شخصٍ واحد من وسط عائلتهُ لـ يُقنع الجميع به وأصبح هو الوحيد المُقيد به، عليه أن يُحققه مهما كلفهُ ذلك، لتظهر براثنهُ عليها وحدها قبل أن يعلم حتىٰ من هي، ثم ومن دون مُقدمات أصبحت برا...