الفصل الرابع

59.7K 1.8K 163
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_الرابع
#ندا_حسن

   "لا يكفي حديثه الفظ وأفعاله البغيضة ليكُن
   هناك عائلة تُرجمها بالحجارة وكأنها إبليس؟!"


تتساءل هل استمعت لحديثه جيدًا؟، هل كانت كلماته هكذا حقًا؟، ينعت ابن عمها بـ الحقير!.. إذًا ماذا عنه هو وعائلته؟، يسخر من أخلاقها؟، يتهكم في نطقه لكلمة "محترمة" كدليل على العكس؟..

استمعت لصوته الحاد بعدما طال صمتها وهو يطالب مرة أخرى بإجابةٍ على أسئلته لتأخذ نفسٍ عميقٍ محاولة أن تنتقي الحديث جيدًا وتبث الثبات في نفسها قبل أي شيء:

-أولًا تامر مش حقير ده ابن عمي وزي أخويا بالظبط ومش هسمحلك تقول عليه حاجه وحشه أبدًا، ثانيًا أنا آه محترمة غصب عن أي حد، أما ثالثًا فهو كان جاي ياخد شاحن الـ laptop تحب تسأل عن حاجه تانية؟

تُجادل!.. ظهرت مخالب الملاك، تحولت عند نعته بـ الحقير إذًا وهو يستحق أكثر من أن يكون حقير، لا تعلم أنه لا يبغض شيء مثل ذلك الطفل الصغير، كما فعلت هي فعل..

أخذ نفسٍ عميقٍ ثم أخرج سيجارة أخرى أشعلها بهدوء وأخذ يستنشقها بشراهة وكأنه يتسابق مع أحدهم، كم كانت تصرفاته تعاكس بعضها؟، ابتسم ببرود وتحدث بسخرية جلية:

-الساعة اتناشر بالليل بيدخل اوضتك علشان ياخد شاحن؟.. وانتوا بقى متعودين على كده؟، طب ما تنامي في اوضته أحسن.. يعني التواصل هيكون أسهل

وغد، حقًا وغد لا يفقه شيء، كلماته بغيضة مثله الآن تمامًا، تلميحاته كريهة كعائلته، كل شيء جميل يحوله هو إلى آخر تأكله النيران ليصبح رماد لا يساوي شيء، لا يصلح للرؤية ولا الاستخدام..

تسارعت أنفاسها غضبًا بفعل كلماته التي جعلتها تشعر بالاشمئزاز، ماذا لو لم يكن زوجها ماذا سيقول أكثر من هذا؟.. أغمضت عينيها بقوة ثم هتفت قائلة له بحدة:

-يزيد أنا مش هسمحلك تتكلم بالأسلوب الزبالة ده اكتر من كده.. ياريت تحاول تخلينا متفاهمين لأن كده مش أنا اللي هتعب لوحدي

كلماتها صحيحة، عليه أن يكون أفضل من هذا لا يجب أن يجعلها تشتعل نيران من الآن، عليه أن يكون رجل حكيم ليفعل ما يحلو له فقط صبرًا صبرًا يا مروتي..

-معاكي حق.. كلها سواد الليل وهتبقي ملكي بجد، هتنوري بيتي

استكمل حديثه متسائلًا بهدوء محاولًا إلهاء عقلها عن كلماته الغامضة بعد أن أخفض السيجارة من على فمه:

-عملتي تجهيزات لبكرة؟، يعني مش زي ما بيقولوا يوم بتتمناه كل بنت؟

لم يستطيع إلهاء عقلها فهي لم تكن بهذا الغباء يومًا، نعم هو خبيث، ماكر، ولكن هي لم تكن الغبية، تغاضت عن كلماته بإرادتها ثم أجابته متهكمة:

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن