الفصل التاسع والعشرون

44.2K 1.6K 325
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_التاسع_والعشرون
#ندا_حسن


              "هل تعلم ما هو الفراق؟
    هو خروج الروح من الجسد دون الشعور"


عاد إلى بلدته التي قد قال أنه لن يعود إليها مرة أخرى، عاد إلى نفس المكان ليرى نفس الأشخاص الذي امتنع عن رؤيتهم، عاد إلى كل شيء كما كان في السابق ونسيٰ ما تحدث به لنفسه ولزوجته..

ولكن عودته إلى هنا كانت بفقدان!.، هناك أحد من أفراد العائلة تم فقده ليعود "يزيد" مرة أخرى بعد ما حدث..

منذ ذلك اليوم الذي رحل به وترك كل شيء خلفه يتدمر بعد أن علم الجميع ما فعله العم والوالد الكبير لعائلة الراجحي وهو مريض، منذ ذلك اليوم وعمهم مريض يلازم الفراش ولا يتحرك، لا يستطيع التحدث بصورة طبيعية كما المعتاد، لا يستطيع أن يقف على قدميه أو يحرك يديه بسهولة وكأن ما حدث ترك خلفه صدمة كبيرة لتأتي عليه بحجمٍ كبير أفقده كل شيء..

لم يستطيعوا معالجته في هذه المدة ولم يستطيع التحرك من الفراش ولكن كل ما كان يلازمه في تلك الفترة هو شيء واحد يحاول قوله إليهم كل يوم إلا وهو "أخبروا يزيد بأن يسامحني"..

شعر بحجم الكارثة الذي أوقع بها الجميع من عائلته الوحيدة والمتبقية له وكان "يزيد" المتضرر الأول والأخير فالجميع يحصد ما زرعه..

"فاروق" يحصد ما زرعه مع زوجته فهو من جعلها تفعل كل هذا عندما جعلها تشعر بأنه ليس رجلًا وهي من يستطيع أن يفعل كل شيء، يحبها ولكن ما الحب في ذلك؟.. ما الحب في أن تلغي شخصية رجل لتصبح الأنثى هي المتحكم الوحيد وإن كان خطأ أو صواب لا يضر، إذًا "فاروق" يحصد ما زرع..

زوجة أخيه "نجية" تحصد ما زرعته من غلٍ وحقد على تلك العائلة فهي مثله عاشت في قهر وألم ولم تمنعه يومًا عن فعل شيء بل كانت تشجعه على ذلك، وكانت ترى فرحة ابنها بزواجه ولم تمنعه عن ذلك أيضًا وكل ما كانت تنتظره هو المال مثله، إذًا هي تحصد ما زرعت

"إيمان" بالمثل ولا يهم ما حدث لها فهي حقودة، طامعة، تحمل من الغل أطنان بداخلها و "يسرى" لم يصيبها الضرر كثيرًا فقد كانت بعيدة عن كل شيء...

الوحيد المتضرر هو "يزيد" رفض عرضهم خوفًا من ظلمه لأي شخص ثم تحت ضغط وافق لأجلهم ولأجل ليالي القهر التي عاشوا بها، تزوجها، أحبها، وهناك طفل ينتظره من المفترض ولكن أين كل ذلك؟.. لقد فقد كل شيء.. فقد شقيقه ووالدته، فقد عمه ومنزله، فقد حبه وزوجته، فقد ابنه وعالمه، فقد كل شيء في سبيل إرضاء عائلته وهم الذين بعثروا كل شيء يخصه بفرحة صغيرة..

كل شخص يحصد ما زرعه وهو كان يود الإعتذار من أكثر الأشخاص تضررًا ولكنه لم يأتي إليه، استغفر كثيرًا لعلى ربه يغفر له ما فعله طوال هذه السنوات، استغفر ربه لعله يغفر له ظلمه للبشر وتدمير حياتهم، وقبل موته مطالبًا منهم أن يجعلوا "يزيد" يسامحه ويدعوا له بالمغفرة..

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن