الفصل الحادي عشر

47.2K 1.3K 138
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_الحادي_عشر
#ندا_حسن

         "ضل الطريقُ إلى قلبها فـ أقرب الأقرب

الأقربين إليه يسعون لمحاربتها
وإن كانت هي الخاسرة
 فسيكون هو الضحية!.."

شهرًا كاملًا مر عليهم سويًا كما السابق بحلوه ومره، لحظات تكُن بها الحياة جميلة كـ أغنية يتراقص عليها العاشقين تحت أمطار غزيرة بصبحة مشهد رومانسي يجعلك تود المغامرة للحصول على مثله..

ولحظات تكن بها الحياة حالكة سوداء كـ سواد الليل في ليلة رعدية يحدث بها صواعق تجعلك تود الاختباء داخل جحر إلى الأبد..

حاله معها هكذا من الحِلو إلى المُر وعندما يأتي ذلك الحلو يتمسك به وكأنه إذا فقده سيموت لا محاله، يتمسك به وكأنه هو نجاته معها، حقًا هو كذلك لا يود أبدًا أن يكون هناك نزاعات بينهم فلا أجمل منها وقت السكون، ولا أروع منها وقت الصفاء، ولا أرق منها وقت المغازلة..

فريدة،.. فريدة بنوعها ولا يوجد مثلها، يريدها،.. يريدها بكل جوارحه، الإبتعاد عنها كأنه أبتعد عن اكسجين الحياة، يرى الحاضر والمستقبل معها هي وحدها، يرى نفسه زوج حقيقي لها بعد أيام، يرى أولاده منها في المستقبل، ولا يوجد سوى عقبه واحدة فقط أما أن تجعله يعود كما كان "يزيد الراجحي" صاحب نظرة الصقر والذي يحمل قساوه وعنجهية مفرطة أو أن يكون "يزيد الراجحي" رجل عاشق لزوجته..

نظر إلى أخيه الجالس أمامه خلف مكتبه بهدوء شديد كما أعتاد في تلك المواقف، تحدث قائلًا بهدوء متسائلًا:

-طلبتني ليه في حاجه مهمة؟

ابتسم الآخر بسخرية ثم نظر إلى داخل عينيه بقوة متحدثًا بتهكم صريح:

-فين الورق يا يزيد؟

استغرب "يزيد" من سؤاله وعن أي ورق يتحدث، تصنع ذلك ببراعة، اعتدل في جلسته وهتف قائلًا باستغراب وتساءل:

-ورق ايه مش فاهم

تقدم "فاروق" إلى الأمام وشبك أصابع يده ببعضها على ظهر المكتب ومن ثم هتف متسائلًا ونظر إليه مترقب أجابته:

-أنتَ لسه مخلتهاش تمضي على الورق؟

أدار رأسه للناحية الأخرى زافرًا بحنق وضيق من حديثه فهو لا يود أن يستمع إلى كلماته الآن بالتحديد، تابع فاروق قائلًا بحنق:

-أنتَ ايه بالظبط؟.. مش قولت أيوه حق العيلة وحق أمي وابن عمي وحق الكل... ايه جاي تنخ دلوقتي لمراتك ولا تكنش حبيتها؟

ابتسم بسخرية بعدما انتهى أخيه من حديثه ثم سأله هو قائلًا:

-ايه مش من حقي أحب؟

أجابه الآخر قائلًا بحدة وهو يقترب منه برأسه مؤكدًا حديثه بالضغط عليه:

-مش دي، حب براحتك واتجوز براحتك إنشالله حتى تتجوز أربعة لكن مش دي مش بت عيلة طوبار، هي هنا علشان حاجه واحدة بس

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن