الفصل الخامس والعشرون

42.9K 1.5K 311
                                    

#براثن_اليزيد
#الفصل_الخامس_والعشرون
#ندا_حسن

"وقد كان الحزن في هذه الليلة يسيطر
على الجميع والجميع هنا خاص
بـ "يزيد" و "مروة"


استكمل حديثه قائلًا بجدية شديدة بعد أن وقف على قدميه أمامهم:

-انتوا فعلًا أهلي، وأولى ليا بس أنا مش أولى ليكم.. ليه؟ مستكترين عليا الفرحة اللي أنا فيها؟

وقف أمام والدته سائلًا إياها باستغراب وحزن تلبسه منذ أن علم أنهم لا يريدون شيء سوى الانتقام والمال:

-مستكتره على ابنك الفرحة مع مراته؟ امتى شوفتيني فرحان؟ قوليلي يمكن مش فاكر؟ قوليلي أنا بقالي كام سنة وأنا حمار شغل ليكم؟ لحد ما بقى عندي تلاتين سنة وعمري ما فكرت اتجوز دا انتوا اللي فكرتوا ولما فكرتوا كان علشان مصلحتكم مش علشاني ووافقت.. وافقت بعد ما كلامكم غلبني بس هي وحبها وخوفها عليا غلبوني أكتر.. بتحبني أكتر منكم يا عالم

أجابته وهي تنظر إليه خائفة من أن يكون حديثه صحيح متغلبه على عرق الأمومة قائلة بجدية:

-محدش هيحبك أكتر من أهلك

صرخ بها بعنف وداخل قلبه يحترق لأجل كل شيء حدث معه:

-كدب، كل ده كدب انتوا محدش فيكم حبني هي الوحيدة اللي حبتني

استدار ليقف أمام شقيقه الذي من المفترض أنه الأكبر، ابتسم بسخرية وتكونت الدموع داخل عينيه محاولًا السيطرة عليها، تحدث قائلًا:

-الأخ الكبير أهلًا أهلًا، اللي مش بيفكر غير في نفسه ودلدول مراته

أتى ليتحدث بغضب حتى يصمت عن ذلك الحديث ولكن يزيد صرخ هو الآخر قائلًا:

-اسكت خالص.. متتكلمش خالص يا ابن الراجحي، ايه حرقتك ما أنتَ دلدول مراتك هو أنا قولت حاجه غلط ماهو ده اللي بيحصل كل يوم وفي كل ساعة وكل دقيقة وكل لحظة.. أنتَ عارف مراتك دي عملت كام حاجه تخرب البيوت العمرانه من وراك؟ طبعًا متعرفش ولو عرفت يعني هتعمل ايه؟.. ولا حاجه... بتحبوني إزاي دا أنتَ لما شوفت مراتي في اليوم إياه مغضتش بصرك عنها

نظر إليه بتقزز بينما أخيه أخفض وجهه بالأرض، ابتسم بتهكم ثم استدار إلى عمه والذي أتى دوره ليأخذ نصيبه من هذا الحديث القاسي:

-عمي الراجل الوقور الصالح.. يا مليون مرحب بيك، عارف يا عمي المفروض أنك الكبير العاقل الوحيد اللي فقد كتير بينا المفروض تقول لنفسك اتعظ لكن إزاي؟ أهم شيء الانتقام والفلوس.. مش كده؟

أبتعد عنهم جميعًا ووقف قبالتهم، نظر إليهم واحدًا تلو الآخر بهدوء والحزن يسيطر على جميع خلاياه، تحدث قائلًا بكسره وضعف:

-في ظل أنكم حسستوني أني مش مهم وانتوا شايفين سعادتي معاها.. يعني على الأقل كان المفروض تقدروا ده وتقولوا ده الواد فرحان خلاص بلاها الحكاية دي وخلوه فرحان لكن ده محصلش، هي بقى كانت بتعمل كل الحلو ليا.. كنت أنا بغلط وهي تتعذر، أضرب وهي تصالح، وأبعد وهي تقرب، هي الوحيدة اللي كانت عيلتي، هي اللي حسستني بالحب والحنان، الاهتمام..

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن