12. أحياناً للقدر رأى أخر

381 32 2
                                    

  يوم
قد يتسبب فى تغيير فكرتم عن الشخص

صباح اليوم التالى

إستيقظت غادة من نومها بالشقة التى قامو بتأجيرها نظرت للسرير المجاور لها كانت عائشة غارقة بنوم عميق ف بمجرد أن أخذو الشقة رتبوا اشيائهم ونامو من التعب
مدت ذراعيها بنعاس وهي تزيح الغطاء عنها متوجهة للحمام
تقلبت عائشة وهى نائمة من برودة الجو وتلك الشرفة ذات الزجاج المفتوح يحركها الهواء بشدة

على الجانب الأخر فى الشرفة المجاورة مقعد خشبى موضوع وسط الشرفة يجلس عليه أحمد وهو ينظر للبحر ، يستمع لأصوات الأمواج مرتدياً كنزته الثقيلة بسبب برودة الجو صباحاً بالأسكندرية فقد أصبحوا على أبواب نوڨمبر

تنهد بحزن وهو يفكر بحياته..أي حياه؟! يقصد شهوره وأخر أيامه..مع من سيقضيها!..فى بداية حياته كانت والدته معه تخفف عنه تعبه تهدئ من روعه حتى قُتلت أمامه وهو طفل لا يتعدى الثامنة .. تم اختطافه هو و والدته كرهينة بسبب أبيه وقتلت أمام عينه بعدها لم يبقى له سوى أبيه وأخيه .. صالح مشغول بأعماله وسفره أما عن إسلام ف لو طال إطعامه السم لفعلها ف فى النهاية ليس شقيقه من الأم

" حتى لو بيعاملنى أحسن منه .. مهو بيعمل كدا عشان أمي اللي ماتت بسببه .. بيعمل كدا علشان عارف إنى مش مسامحه وإنى .. وإنى مش هعيش  ولا هشاركك ف فلوسه اللى انت خايف اخد منها جنيه يا إسلام وحتى لو هعيش .. مش عايز .. مش هتفيد الفلوس لما تبقى بتنام كل يوم خايف متصحاش .. مش هتفيد لما تعيش عمرك كله ما بين وجع فى جسمك وروحك مش هتفيد لما تعرف إن الساعة ف حياتك محسوبة واليوم اللى بعيشه مش عارف هعيش زيه بكره ولا لاء .. حتى أبسط حاجة ممكن أى حد يعملها بتبقى غلط ليا ومحروم منها "

وضع أصابع يديه بين خصلات شعره ثم تنهد مرة أخرى ونظر لزرقة السماء وصفائها لا يدرى لما تحدث مع عقله بهذا .. نعم لن يهرب من فكرة أن حياته بهذا العالم قصيرة وبالطبع تراوده كل يوم هذه الأفكار وتصور له مخيلته الطرق التى سيموت بها ولكن لما كان حديثه يعاتب به أخيه..
العتاب بين الأحبة أليس كذلك؟!
أيحب أخيه؟
لو جاء إسلام طالباً عناقه يومياً سيرتمى بين أحضانه أو يتذكر معاملته له ويقسوا قلبه !

وضع يده على قلبه يزفر الهواء من فمه بحسرة ويعود بذاكرته قبل أعوام كثيرة حينما كان طفل بعمر 

يجلس أرضا يضم ركبتيه اليه بخوف جسده يرتعش ويضع كفه الصغير على صدره وهو يبكى بألم من وجع ما فى قلبه يلتفت بعينه يميناً ويساراً بخوف لهؤلاء الرجال لا يعرفهم ولكن كل مايعرفه أنه قضى معهم أسوء أربعة أيام من يوم ولادته
وقف جواره احد الرجال وهو يشعل سيجارة فنظر له بخوف وتحدث بصعوبة

" عمو .. هى ماما راحت فين "

" بس يلا "  نهره بتلك الكلمة فإرتعش جسده ولزم الصمت لتنزل دموعه بشدة منذ قليل كانت والدته تمسكه حتى أخذها أحد هؤلاء الرجال رغماً عنها ولا يعلم شئ سوى أنهم أخذوها بأحد الغرف بهذا المكان المهدم
لاحظ أحد الأبواب تفتح ف إلتفت بنظره بسرعة ليجد الرجل الذى سحب والدته يقول بإبتسامة ساخرة

عشق على وتر الإنتقام [ مـكـتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن