[2] يوم جامعي ممل (ربما).

153 16 18
                                    

نزلت من سيّارة والدها حاملة قيتارها معها ثم لوّحت له بابتسامة بينما تدخل الجامعة..

أزالت الإبتسامة تلك فور أن وطأت قدمها بلاط الجامعة.. لا أصدقاء لها ، لا شيء يُشعرها بالسعادة هنا.. الجامعة هي المكان الوحيد الذي يَجعلُها تشعر و تتحسّس مدَى وِحدتها..
أعني لطالما كانت وحيدة.
لكن الجامعة تجعلها تشعر بهذه الوحدة فعلاً.

لم تَكن بالطالبة المجتهدة ، و لا بالكسولة أو الفاشلة.. لم تكن طالبة مشهورة ، و لا منبوذة أيضا.. كانت فقط آري. كيم آري طالبة عادية ، تذهب للجامعة لتدرس و تعود للمنزل.

لنكن صريحين أيضا.. كانت الجامعة المكان الّذي تُنشِئ فيه العلاقات العابرة تِلك. تبدأ بشاب يطلبها في موعد. يُغرقها بوابلٍ من الغزل أثناء العشاء ، ثم ينتهي الأمر بهما في فندق أيْن يُغادر الشاب في صباح اليوم التالي و يَتركها لتُكمل نومها. هي تفعل هذا للمتعة. تستمتع في فعل هذا. رغم كونه شيء غريب أو شيء يهين كرامتها قليلا.. لكنها على الأقل لا تقع في الحب.

ذاك الشاب المارّ أمامها الآن ، تشوي يونجون. طلبَ مواعدتها الأسبوع الصارم ، رفضته أول مرة لأنها لم تعد تشعر بمتعة العلاقات. لكن انتهى بها الأمر بالموافقة لشدة إصراره. كان آخر شخص واعدَته. هاهو يغمز لها لكنها أدارت وجهها بعيدا.

الآن تودّ أخذ راحة من العلاقات التي لا معنى لها. عليها التركيز على نفسها.
اتجهت لمَبنى الجامعة الخاص بدفعتها.. كانت في السنة الثانية اختصاص موسيقى.
الشيء الوحيد الذي تحبه ربّما.

دخلت القاعة و اتجهت لمقعدها ، ذاكَ الذي تجلس فيه دائما. الكلّ هنا يعرف انه مكان آري فهي لم تغيّره منذ السنة الأولى.
عندما كانت تضع أشيائها و قيتارها على الطاولة استوقفَها ظرف رسالة وُضع هناك.
كانَ ذا لون زهري (؟) أقسمت من الوهلة الأولى أنه ليس لها.. لكن فور أن أعادت التفكير في قَسَمِها هذا فقد كُتِب أسفل الظرف اسمها باللغة الانجليزية ، بلون أزرق. و بجانبه قلب.
هكذا تماما : ARY <3-

صرخت متذمرة: "اسمي بالانجليزية يكتب بال I !!!
A ! R ! I !!!!
و ليس A R Y !!! ااااههه ااه"
أنهت صراخها هذا بتنهيدة منزلة رأسها نحو الرسالة في يدها.. فالجميع كان يحدق بها. لم تنتبه لِمن كان يُراقبها بابتسامة خفيفة من باب القاعة ، ثم رحلَ حينما رآها تنظر يُمنةً و يُسرى.

"أعليّ أن أقرأها ؟ أم أرميها فحسب ؟؟" تسائلت متمتمة.
"هيا فليجلس الجميع مكانه سنبدأ درسنا لليوم. سنتعلم معزوفة لبيتهوفن. نستعمل البيانو في النصف الأول من الحصة. و الجيتار في النصف الثاني." قال الأستاذ الذي دخل القاعة.
ألقت هي بالرسالة داخل حقيبتها. قررت أن تقرأها بالبيت ثم راحت تركز مع الأستاذ.

الإستثناء الوحيد || C.SBحيث تعيش القصص. اكتشف الآن