"أبوك في المنزل" قال حينما دخل.
كانت هي بالمطبخ تحضّر عشاءًا خفيفا فقد مرّت ساعة منذ أن غادر سوبين ، و احتاجت لفعل شيء يُلهيها ، شيء يُبقيها بعيدة عن التفكير.
كان الطبخ الخيار الثاني بعد القيتار ، و قد اختارته لأنها لا تُريد أن تصل للمرحلة الّتي تسأمُ فيها من القيتاررحبّت به حينما دخل ثم سألت : "جائع ؟"
أومأ هو ثم تكلم بينما يعلّق معطفه : "الجو يصبح باردًا أكثر فأكثر ، الشتاء قد اقترب حقا."ضحكت هي بخفة و راحت تواصل تحضير المائدة كي يأكلاً سويًا.
دخل أبوها للمطبخ ليتفحّص ما طبخت و ما فعلت. لم تكن من عادتها أن تطبخ ، أعني هي تفعل هذا ، لكن مرة في الشهر على الأقل هذا ما جعَل والدها فضوليا.. و قلقًا نوعًا ما."أحدث شيء ما آري؟" سألها حينما أخذ مكانًا له بين الكراسي الثلاث.
جلست مقابلا له و ابتسمت "ليس بالشيء الكبير حقا. احتجت فقط أن أُشتّت تفكيري."واصل النظر لها ، لعلّها ترفض البوح ، لعلّه يجد الحقيقة في عينيها.. أو حتى لربما تغير رأيها و تبوح.
تنهد حين لم يجد شيئا ثم قال : "أنا هنا من أجلك آري تعلمين صحيح؟"
نظرت له بهدوء لوهلة ، ثم هتفت بِضحكة متذمرة : "ستجعلني أبكي."
ابتسم : "إنْ كان هذا يعني جعلكِ تتكلّمين فلا بأس"ضحكت قليلا ثم توقفت و قالت : "جاءت اليوم أيضا." نظر لها في اهتمام و قلق. فابتسمت هي و واصلت : "لا تقلق تكلّمتُ معها قليلا ، و ربما لن تأتي مجددا أبدا. لم أعلم ما تريده. لكن على الأقل رحلت مرة أخرى."
"لا أعلم إن كان هذا مريحا أم لا. لكن إن كنتِ بخير فهو مريح" ابتسم بخفّة و ربّت على رأسها.
ابتسمت في المقابل ثم بَاشرَا بالأكل ، لحسن حظهما كان طَبخها لذيذًا ، هي لم تكن من ذاك النوع الذي يطبخ كثيرا ، لكنها لم تكن أيضا من النوع الذي لا يجيد الطبخ. حين يكون والدها بالعمل أو يتأخر ، أو حينما لا تجد ما تفعله فهي تقوم بالطبخ. لكن كلنا نعلم أن هناك دائما مرة أولى لأي شيء تجيده ، و حسنًا.. في مرتها الأولى كادت تحرق المنزل بأكمله و ليس المطبخ فقط. لقد تعلّمت الآن و ما عادت تجرح ولو إصبعا -إلا في حالات نادرة-.
تكلّمت حينما كان فمّها منتفخًا بالطعام "فلنشاهد فيلمًا الليلة"
"امضغي طعامك أولا ثم تكلمي." قال يرمقها بنظرات شبه متقززة ، تعمّد جَعْلَها هكذا.
مضغت هي طعامها و ابتلعته بسرعة ثم أعادت قول ما قالته.
"تختارين الفيلم أم اختاره أنا؟" سألها."سأنهي تنظيف المطبخ بما أنني مَن أحدث الفوضى فيه ، لذا سأُحضّر الفشار و لتَختَر أنت الفيلم."
"عُلم" هتف هو مُوَافِقًا.
أنت تقرأ
الإستثناء الوحيد || C.SB
Fiksi Penggemar*متوقفة مؤقتا بسبب كون الكاتبة مكروفة في سنتها الأخيرة بالثانوية* بعد قصة حب والديها الفاشلة.. هي لم تعد تصدّق بوجود شيء اسمه "حب" ، وعدت نفسها ألاّ تغني ابدا أو تنطق باسم الحب طالما أنه ليس موجود. لكن ستجد من يكسر وعدها هذا.. بدءًا من رسائله المجهو...