[4] إلى أي حدٍّ يعرف ؟.

101 19 10
                                    

استيقظَت صباح اليوم التالي مُتعبة ، هي قد استهلكت كل طاقتها في حفلة الأمس ، لا تذكر حتى كيف أو متى خلدت للنّوم ، و حتى لو كانت مدة نومها طويلة فهي لا تزال تشعر بالتعب و كأنّ طاقتها لم تُشحن كليًّا بعد.
في أثناء ذلك دقّ والدها باب الغرفة و قبل أن تُجيب هو دخل : "آري الوقت تأخر على دوامك هل أنت بخير ؟" سأل بقلق.

نظرت له من تحت الغِطاء أين يظهر فقط رأسها ثم اومأت له مبتسمة و أجابت : "فقط متعبة.." تثائبت بعدها ثم أضافت بصوت مرتفع -لا يبدو كصوت شخصٍ استيقظَ لتوّه- : "آخر مرة أذهب فيها لحفلة ! أنا متعبة جدا" أنهت كلامها منتحبة بدرامية. ربّت والدها على رأسها و قال مُجارِيًا إياها : "غياب يوم واحد لن يضر بشيء ، فلترتاحي.. لكنها ستكون أول و آخر مرة تغيبين فيها !"

اومأت هي مبتسمة ببراءة. خرج والدها مُغلقا الباب خلفه ، فطبّقت كلامه و راحت ترتاح..
و قد قضت اليوم بأكمله نائمة.

حينمَا استيقظَت مساءًا اتّجهتْ للمطبخ لتملأ بطنها الجائعة ، و بينما كانت تبحث عمّا تأكله في الثلاجة دخل والدها للمنزل عائِدًا من عمله. اتجهّت تلقائيا لباب المنزل حينما سمعت صوت الباب و خشخشة المفاتيح كي تستقبل والدها بحضن و قبلة على الجبين كما اعتادت دائما ، بادلها الحضن ثم قال متفحّصًا يده التي تحمل ظرفا أبيضا : "وجدتُ هذا الظرف على عتبة المنزل. منذ متى تصلنا هكذا رسائل؟ أتسائل مِن مَن و لِمن هذا.."

لم تُبدي آري أي إهتمام لما يحمله أو ما يقوله ، إلى أن قال : " هذا الظرف لك يا آري.. مكتوب اسمك أسفله. "

أقسمت أنها لو كانت تأكل لاختنقت بالطّعام، اتجهت لوالدها و أخذت الرسالة ببطء متمنيّة أن لا يكون مُحتواها ما تُفكّر فيه الآن. فتحتها و بدون أن تقرأها لمحت اسمه أسفل الرسالة كالعادة "-بين♡"

تنهدت تفكّر "كيف يعرف عنوان بيتي !! إلى أي مدى يعرف عني ؟؟!!! هل هو مختل نفسي أم ماذا !"
حركت رأسها مبعدة الأفكار من رأسها و قالت مكلِّمةً والدها : "أجل يبدو أنّه لي." أنهته بضحكة صغيرة.

صعدت لغرفتها و وضعته بالطاولة الصغيرة جنب سريرها ثم عادت للمطبخ لتأكل مع والدها.

لكن والدها قال : "أنت بخير الآن صحيح ؟" اومأت آري. "فلنذهب و لنأكل في مطعم ما ، تعبت من طعام المنزل." قال ماسكًا بطنه بدرامية.
ضحكت هي و وافقت فصعدت لغرفتها مجددا كي تحضّر نفسها. مَن الغبي الذي سيرفض عرضًا كهذا؟

ارتدت ملابس عادية جدا. سروال أسود و هودي بنفس اللون مع حذاء رياضي أبيض. رفعت شعرها في ذيل حصان و استعدت للخروج من الغرفة ممسكة بهاتفها. لكن خمّنت للحظة. فلتقرأ الرسالة الآن كي تتخلّص منها بأسرع وقت. كلّما تأخرت في قراءتها كلّما بقيت في غرفتها أكثر و كلما استَولت على تفكيرها أكثر. و هذا ما لا تريده هي.

الإستثناء الوحيد || C.SBحيث تعيش القصص. اكتشف الآن