[21] آري.

26 2 21
                                    

سوبين ، سوبين ، سوبين.. و المزيد من سوبين. في كل مكان ، في كل زاوية مِن عقلها كان يظهر،، لو لم يكُن وجهه فهو صدى صوته ، أو حتى كلمات اسمه. مهما حاولت إلهاء نفسها و عقلها عنه و مهما جرّبت هواياتٍ جديدة قصد ملءِ أوقات فراغها و الامتناع عن التفكير هي لم تُفلح في هذا.

أسبوعَيْ الامتحانات قد كانا متنفسًا مؤقتا لها عن التفكير ، فذاك الضغط و التحضير المُتواصل لامتحاناتها قد أوقف عواصف فِكرها و أرشدهم لوِجهةٍ واحدة.. بعيدة كل البُعد عن المُدعى سوبين و عن بعثرة مشاعرها ، شقيقُها بِين كذلك قد بَذَل مجهوداتٍ يُعترف بها قصد الهاءها قدر الإمكان ، فهو بنفسِه لم تُعجبه حالة آري المُبعثرة تِلك ،، أقام الكثير من التّحديات بينهما كي يَرفع من روحها المُثابرة و يجعلها تُركز في شيء مُعيّن.. و أغلب الوقت كانت تحدياته تدور حول تعلمها عزف أغنية جديدة في مدة زمنية قصيرة.

لكن بين لاحظ أن هذا بحد ذاته لم يَفِي بالغرض لذا استسلم فقط و قرّر تركها بمفردها لتهتم بهاته العواصف و تواجهها لحالها بدلاً من الهرب.

و هاهو ذا يُعيد تذكيرها بنفس الكلام الّذي قاله آخر مرة : "كل الإلهاءات الخارجية لا فائدة لها مادام المشكل يكمن بالداخل ، عليك حلّه داخليا أولاً آري." كان جالِسًا على الأريكة يستمِع لأغنية تحدي هذا الأسبوع حينما قال هذا.

تنهدت هي و ضحكت بقلة حيلة "لا أصدق حقا ما يحدث معي."
وقف أمامها بعد كلامها و قال بدرامية :"الوقوع في الحب ليسَ عارًا ولا يتطلب مسؤولية ، بل هو مجرد مشاعر" توقف عن الكلام فجأة ثم هوى أرضًا مردفا "و المشاعر هي أصعب شيء قد تتحكم به" و للدخول في الدور أكثر أمسك أيسر صدره بقبضته اليُمنى و مسح دموعه الوهمية باليد الأخرى

صمتت آري ، كانت تفكر إذا كان يجب أن تقول ما تفكر فيه أم تتركه فقط لنفسها.. و بالطبع لم تكن أفكارها تدور حول مدَى سخافة أخيها ، بعد مدة توصلت لقرار أن تتكلم :"ربما رحيله هو الخيار الأمثل. برحيله سأسترجع عقلي الهادئ"

دخلت والدتها فجأة عليهما كما لو أنها اقتحمت الصالة ، و يبدو أنها قد سمعت ما قالته و من المؤكد علمت أن المقصود هو سوبين.. و من غيره ؟
قالت : "صدقيني هذا سيجعل عقلك في فوضى أكبر."

نظرت لها آري بتفاجؤ و بنفس الوقت نظرة تحمل معنى 'كنتِ تسترقين السمع أليس كذلك' لكنها تنهدت و مسحت هذه النظرة ، ثم ثواني ترددت فيها قبل أن تتشجع و تسأل "كيف أستطيع تحويل هذه المشاعر إلى كره؟"
قبل أن تُجيب ريناد تدخّل بين قائلاً بابتسامة جانبية "تعترفين بمشاعرك أخيرا إذًا"
ألقت عليه نظرة حادة -نوعا ما- و علّقت "لم أقل قط أن هذه المشاعر هي مشاعر حب!"
"لم أحدد نوع المشاعر أنا بعد" سخر بين

الإستثناء الوحيد || C.SBحيث تعيش القصص. اكتشف الآن