"تمنّى لي الحظ لهذا اليوم أبي" صرختْ آري بينما تخرج من المنزل ، فهتف والدها من المطبخ متمنّيًا لها حظوظ الدنيا ، هي قد قرّرت ليلة أمس أن تواجه كل ما تتهرب عنه ، و ها هي ذا نهضت و الفكرة مترسّخة في عقلها ، ستواجه والدتها اليوم قبل الغد ، عليها أن تتخلّص من ذاك الحِمل الزائد الّذي يؤرقها بسببها.
لكن المشكل يكمُن في كونها لا تدري أين ستجدها ، لا تعلم أين تبحث عنها أو إلى أين ستتجه كي تَصِل إليها..فتحتْ هاتفها و راحت تتفحّص جهات اتصالاتها ، فلتحاول الاتصال بالرّقم الّذي لم تجرؤ أبدًا للإتصال به -رقم والدتها القديم ، ربما يكون اليوم يوم حظها و يكون الرقم ما زال مِلكًا لأمها.
رنّة ، رنّتين ، ثلاث رنّات.. أجاب الطرف الآخر
"نعم؟" صوتٌ أنثوي.
تنهدت آري براحة ، لكن في نفس الوقت شعرت بالارتباك.
"أين أستطيع أن أجدك؟" قالت آري مقتحمَةً صُلب الموضوع مباشرة.
"آري؟"
"نعم"
"إلهي كم حلمتُ بهذه اللحظة ، سأرسل لكِ العنوان لدي العديد لأتكلم عنه" قالت الأم في الجهة المقابلة ، و يبدو من صوتها أنها تبتسم.
"حسنا" قال آري بجفاف قام أقفلت الخط.
ثواني حتى رنّ هاتفها مُعلِنًا عن وصول رسالة ، فتأمّلت العنوان و قد بدا مألوفًا لها ، لكنها لم تفكّر كثيرا و انطلقت تسيرُ نحو العنوان ، لا يهمها أن تسرع طالما الوقت بيدها.أخذها التفكير بينما تتمّشى ، لِما بدت أمها سعيدة بالاتصال ؟ هل شعرت بالانتصار لأن آري هي من أصبحت تركض خلفها الآن؟ أم لانها كانت تشعر بمشاعر الأمومة و اشتاقت لابنتها ؟
في مكان ما في خلايا عقلها كانت تشعر كما لو أنها ظلمت أمها برسم تلك الصورة اللئيمة عنها ، خصوصا بعد ما قاله سوبين ليلة أمس ، ربما والدتها تملك أسبابا منطقية فعلا. ربما ليست هي من اختارت أن تهجرها بل تحتّم عليها هذا.
ربما لم تملك خيارات،، ربما وُضعت أمام طريق مغلوق.
و الكثير من ربما و ربما.حركت رأسها تطرد هذه الفكرة ثم قالت مكلّمةً نفسها : "يكفيك تساؤلاً و تفكيرا زائدا ، ستجدين الإجابة عندها لذا قفِي مكانك و توقفي عن هذا التفكير المُتعب ، حتى لو كان لها أسبابها فهي قد تزوجت! و منحت الحياة لشخصٍ آخر! هي انشأت حياة جديدة و هذا لوحده كافي لمنحي الحق في ظلمها!"
"سيدتي أنتِ بخير؟" قالت فتاة صغيرة بعد أن سحبت معطفها بخفة ، أنزلت آري نظرها لها ثم تنهدت و ابتسمت بهدوء : "أعتذر ، أنا بخير"
كانت آري تبدو كشخص مجنون لدرجة أن فتاة صغيرة شعرت بالقلق حيالها. عليها أن تكفّ عن هذا.
رفعت نظرها تتأمل المكان حولها ، هي قد وصلت للعنوان المطلوب، و سُحقا المكان مألوف جدا جدا ، لكن عقلها خانها في محاولة تحديد أين تكمن هذه الألفة.
أنت تقرأ
الإستثناء الوحيد || C.SB
Fanfiction*متوقفة مؤقتا بسبب كون الكاتبة مكروفة في سنتها الأخيرة بالثانوية* بعد قصة حب والديها الفاشلة.. هي لم تعد تصدّق بوجود شيء اسمه "حب" ، وعدت نفسها ألاّ تغني ابدا أو تنطق باسم الحب طالما أنه ليس موجود. لكن ستجد من يكسر وعدها هذا.. بدءًا من رسائله المجهو...