استنشق سوبين شهيقا ثم تنهد زفيرا بينما يقف أمام منزلها و الهاتف بيده اليمنى ، ضغط على خانة الإتصالات الخاصة بها ثم فكر "هل أتصل.. أم أترك رسالة فقط..؟"
قرّر أولاً إرسال رسالة "أنا أسفل منزلك إن كنتِ لا تزالين مستيقظة فلتنزلي رجاءًا.. للمرة الأخير—" لكنه توقف فجأة و حذف الرسالة و دون تفكير اتصل.
رنّ الهاتف مرة ، مرتان ، ثلاث مرات.. كان سيقفل الخط و يرحل بعد الدقة الرابعة إن لم ترد حينها. لكن مع هذا انتظر قليلا ، هو قد أتى من أجل الفرصة الأخيرة لذا عليه أن يبقى لآخر لحظة.
لكن لم تُجب فقرّر إعادة الإتصال مجددا.
و مجددا هي لم ترد. مجددا و مجددا أعاد الإتصال.
"هي لن ترد يا سوبين فلترحل و حسب.. ربما لم تكن قرارًا صائبا منذ البداية" فكر بداخله بينما ينظر لرقمها في الهاتف
أخذ ثواني كثيرة قبل أن يتنهد أخيرا و يجر رجليه كي يرحل. فيما كان يفكر؟ بعيدا عن كونها آري.. و عن أنها لن تغير رأيها.. فالوقت متأخر أيضا..
لكن و رغم أنه قد سار بعيدا عن منزلها فلا يزال يأمل أن تعيد الإتصال به ، لا يزال يملك ذاك الأمل.. و قد كره نفسه بسبب هذا ، لكنه متأكد ، هو موقن تماما أنها لم تنم بعد ، تسألونه كيف؟ سيرد قائلا بأنه حدس. فحدس سوبين لا يخطىء.
حينما وصل للتقاطع الأخير كي يبتعد أخيرا و يقطع آخر آماله رنّ الهاتف. و قد ظهر اسمها على شاشة هاتفه.. تنهد يريح أنفاسه و ردّ على الهاتف "ألم نتفق على أن-- " تكلمت بنبرة هادئة لكنه قاطعها متكلما بنبرة أكثر هدوءا "أردتُ فقط أن أعرف قرارك لآخر مرة ، كنت أسفل منزلك قبل لحظات" فور أن قال هو هذه الجملة أسرعت هي لتطل من نافذة غرفتها لكنه حطم آمالها حينما أضاف "و قد رحلت الأن.. حسنا أعتقد أني تصرفت دون أن أفكر بملية ، أعتذر إن كنت قد أيقظتك أو أزعجتك."حاولت أن تفكر جيدا فيما تقوله لكن الشيء الوحيد الذي خرج من فمها كان "لم أكن نائمة"
"ما سأقوله حاليا.. وددت أن أخبركِ به وجها لوجه، لكني أيقنت أنه لا فرصة لنا لذا سأقوله على الهاتف فحسب."
صمت قليلا..
"أخبرتكِ مسبقا أنني سأنتظر.. لكن أعدتُ التفكير و قد فكرتُ كثيرا، سأكون الوحيد المتأذي ، ما فائدة الانتظار إن كنتِ أنت نفسك متأكدة أنك لن تنظُرِي للوراء ، سأغرق في أوهامي على هذه الحال.. لن أقول أني سأتوقف عن حبك فهذا صعب بعض الشيء ، لكن سأحاول ، سأبذل جهدي كي أقلّل الخسارات. و أعتقد أنني أشكرك لأنك لم تمنحيني فرصة فهذا سيسهّل علي أمر التجاوز و التخطي."صمتَ مجددا كي يضبط أنفاسه و يهدئ نفسه المضطربة ، أما هي فلم تتجرأ على التلفظ بأي كلمة ، لم تعلم ما تقول ، لكنها متيقنة أنه مع كل حرف يجد طريقه خارج فاه سوبين كانت هي تشعر بدموعها تتجمع شيئا فشيئا "أشكرك على كل شيء و أعتذر على كل شيء ، سأحرص على ألا تتقاطع طرقنا مجددا." بعد أن أنهى كلامه قطع الخط ، لم يستطع أن يضيف كلمة أخرى ، أو يسمع كلمة أخرى.. فدموعه قد خانته فعلا لكن لم يُعر اهتماما لها. خبأ هاتفه في جيبه و واصل طريقه مبتعدًا عن فرصته الأخيرة. انتهى كل شيء الآن. هذا ما فكّر به.
أنت تقرأ
الإستثناء الوحيد || C.SB
Fiksi Penggemar*متوقفة مؤقتا بسبب كون الكاتبة مكروفة في سنتها الأخيرة بالثانوية* بعد قصة حب والديها الفاشلة.. هي لم تعد تصدّق بوجود شيء اسمه "حب" ، وعدت نفسها ألاّ تغني ابدا أو تنطق باسم الحب طالما أنه ليس موجود. لكن ستجد من يكسر وعدها هذا.. بدءًا من رسائله المجهو...