[9] مشاعر.

98 12 22
                                    

كان من المُفترض أن تذهب للمنزل ، لكنها ظلّت تنتظر في قاعة المُوسيقى لِثلاث ساعات ، لقد كانت فارغة على كلّ حال.

نهضت من مكانها مُعيدة القيتار للحقيبة و حاملة إياه بينما تخرج من القاعة ، و أخيرا حان وقت انتهاء الحصص. الساعة تُشير للخامسة مساءًا.
اتجهت لمكتب أستاذها لتستقبِل مُلاحظاته و تعليقاته بخصوص الواجب.

دقّت الباب مرّتين و دخلت حينما قال "فَلتتفضّلي كيم آري."
جَلست أمَامهُ تُراقِبه بينما يُعيد النّظر للملاحظات المكتوبة على الأوراق.
"إذا..؟" سألت آري.
رفع الأستاذ رأسه ناحيتها و قال : "تعليقات الجمهور إيجابية بحقّ ، لقد أعجبوا بك آري ، لكن.."
قطع كلامه بينما يِحمل الورقتين اللّتين كان يتفحّصهما مؤخرا و قدّمهما لآري : " في هاتين الورقتين ، ذُكر في خانة الملاحظات ما يلي : الشاب الّذي كان معها وسيم حقا / كلاهما صوتهما رائع / التناغم الّذي بين صوتيهما يُشعر بالراحة لمن يسمعه أتمنى أن أراهما يقدّمان عروضا أكثر
من كان ؟"

نظرت آري للملاحظات ، لقد كُتب هذا فعلا.. لعنت نفسها لأنها لم تقرأ الملاحظات مطلقا و إنما تفحصّت فقط التصويت ، كان هذا غباءًا منها لاَ يُفترض أن يرى الأستاذ هذا.

تحمحمت آري و قالت تحاول الابتسام : "كنت مع أحد الأصدقاء تلك الليلة ، و هو من نصحني أن أقوم بالغناء ثم إنضمّ لي حينما كنت أغني آخر جزء من الأغنية. لا علاقة له بالموسيقى ، لكن صوته جميل حقا أعترفُ بهذا."

أخذ الأستاذ الورقتين منها مجددا و قال : "أشعر بالفضول الآن لأرى غِنائكما معا. أريد أن أكون من الجمهور أيضا."
صمت قليلا ثم قال
"فلنفعل ما يَلي ، فلتُغنيّا معًا في الحفل الّذي سيُقام الأسبوع القادم ، لكم الحقّ في اختيار ما تودّون غنائه."

نظرت له آري و قالت : "قد لا أستطيع فعل هذا أستاذ. علاقتي معه ليست بذلك العمق."

"فلتجعليها أنت كذلك !"

"كلا أنت لا تفهم.. أنا فقط لا-"
قاطعها الأستاذ مُقترحا مجددا : "أو مهلا! ، أخشى أني لن أستطيع الانتظار لأسبوع كامل كي أرى عزفكما.
فلتَذهبا مساءًا لذاك المطعم ، سآتي أيضا لأراه."

"أستاذ !" تذمّرت آري.

"فلتدَعي صديقكِ ذاك يختار الأغنية ، أوّد أن أرى ذوقه في الموسيقى ، فذوقك سبق أن تعرّفته."

"أستاذ.." تمتمت آري.

"لديكما ساعة للتدّرب ، موعدنا الساعة 6 و النصف بذاك المطعم ، ستنجحين بتقدير ممتاز في مادتي لو أَبهرتني الليلة. متحمسٌ لهذا طالبة كيم آري."
أنهى الأستاذ كلامه ثم خرج من المكتب بعد أن ودّع طالبته.

الإستثناء الوحيد || C.SBحيث تعيش القصص. اكتشف الآن