اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
_
" لم أكُن يوما حيةً، كنتُ دائما حلقةً مفقودة، ميتةً، منسيّةً، لم يكُن لي أية وجودٍ، كنت حملًا غير مرغوبٍ بهِ! وهكذا ولدتُ وأنا.. متطفلةٌ غير مرغوبٍ بها. " حاولت الحفاظَ على إبتسامتها الواهنةِ متحدثةً.
لم تدَع له فرصةً للتأهبِ حتى وبدأت في الحديثِ تحت صدمةٍ تامةٍ منهُ، فهو لم يتجهّز بعدُ لسماع ما ستقولهُ ولم يحسِب له حسابًا.
_
إنبعثَ صوتُ جيـسُو مجددا من الفيديو بعد توقفها لثوانٍ من أجلِ التحاملِ على نفسها. ~بما أنهُما كانا يرغبانِ بـذكرٍ، فقد أنجبَا تايهيونغ بعد سنتينِ من إنجابي، وخلال تلك السنتينِ أنا لم أشعر يوما أنهما والدايَ بـأي وسيلةٍ، كنتُ أعاملُ بـجفاءٍ ولا يتحدثانِ معي، أمكثُ بـغرفةٍ في العليّة وهناك أقضي اليوم بـأكملهِ، حتى بعد إزديادِي لم ترغب أمي في منحي حليبها لذا أحضرَت مُرضعةً.. لم أحصُل على أي ذرةٍ من حنانِ أو عطف الوالدينِ، والدي لم يكن ينظرُ إلى وجهي حتى، يتجاهلانني تماما كأنني لم أولَد وكان الخدمُ يعتنون بِي، عندما كبُر أخي كنتُ أرى إهتمامهم بهِ ومعاملتهم لهُ، لم أحصل على رُبع تلك المعاملة وهذا جعلنِي حزينةً طول الوقتِ، لكن أخي كان سندِي.. كان النقطة البيضاءَ وسط سوادِ حياتي، لم أكرههُ قطّ ولم أغِر منه لشدةِ حبّي له فهو الفردُ الوحيد في عائلتي الذي كان يحبّني ويهتمّ بي، وقد عشتُ بـسعادةٍ معه ومع لينو وفيليكس بعدَ مجيئهِما، فوالداي كانا مهووسانِ بـالذكورِ! دخلتُ المدرسةَ وكانا ينفقانِ أموالهما على تعليمي فقط ولا يقومان بـأي دورٍ آخر، كنت ميتةً بينما أنا حيةٌ! كنت يتيمةً بينما لديّ عائلة! هذا كلهُ جعلنِي أكرهُ ما يفعلانهِ ووددتُ لو لم أولَد قطّ.. وددتُ لو لم أكن غلطةً، لو لم أولَد فتاةً! تمنيتُ حقا حينها لو وُلدت ذكرا! لكنت سأحظَى بـحنانِ أبويّ وكنت سأعيشُ داخل دفئ الأسرةِ وعطفها، كنت سأحظَى بـحياةٍ طبيعيّة.. وهنا كرهتُ كوني فتاةً أول مرةٍ، ولم أعلَم أنها لن تكونَ الأخيرة!.~
