13

902 39 1
                                    

تكومت في أحضانه تضحك ملئ شدقها فيما يتابع تناول قطعة جديدة من الشيكولاته قبل أن يخبرها بنكتته القادمة. جذبت نفسها بعيدًا تطالبه بالتوقف، لقد ضحكت ما يكفيها أشهر قادمة، امسكت بكأس الماء ترتشف فتعيد ترطيب حلقها الجاف، نظرت إليه بعدما انتهت فوجدته يحوم فوق ملامحها بتركيز شديد، رفعت أحد حاجبيها وهزت رأسها كأنها تسأله عما به، أجابها بنظرة لامعة بينما جسده يدنو منها: أنتِ حلوة أوي.

شاع الإحمرار عبر وجهها، تأملها برغبة في تذوق هذه الحلاوة، دفع خصلة فرت إلى وجهها واقترب منها يتلمس طريقه إليها، بعد قبلة قصيرة حملها إلى السرير، لا يحرك عيونه عن عيونها، وصفو بريق الأعين متعكر بغمامة اصطناعية.

***

تمطأت بكسل، انبأها الفراغ جوارها أنها صارت وحيدة في الفراش، أرهفت السمع لتتأكد من خلو الحمام كذلك، ارتسمت ابتسامة بلهاء على شفتيها ونهضت بمرح زائد عن المعتاد، تحممت ثم أسرعت تنهب الدرجات في سعادة كطفلة تسابق الفراشات خفة.

نظرت إليها ناهد دون تعليق، حنكتها همست في رأسها بما حدث، ابتسمت منتصرة وانصرفت إلى عملها مرتاحة النفس، مطمئنة البال، لقد تم ما أردته على خير ما يرام.

تناولت سلمى الإفطار مع شقيقة زوجها الصغرى في المطبخ على عجل، تتابعهم نظرات عنبر الحنونة، تشاركهم مزاحهم.. فيما يقدم زوجها الإفطار سعيدًا بمتناولينه، ريتا الخبيثة ترهف السمع؛ لتنقل الأخبار إلى من جلبتها ووضعتها ها هنا بالدار.

حثت آية على الإسراع، يجب إعداد اليوم ليليق بحفلة على شرف زوجها، طاوعتها بفرح وقد انتقل إليها الحماس بالعدوى، جلبوا كل ما يحتاجونه للزينة وأسرعوا يرتبون المنزل لاستقباله أحر استقبال، تشارك الجميع في التحضير حتى رجال الأمن تبادلوا الأدوار في المساعدة دون إهمال عملهم الأساسي.

***

قادت سيارتها عائدة بعدما رأته مرة ثالثة هذا الصباح، حالته ميئوس منها، توسلتها الممرضة المسامحة وإراحة الكهل من ثقل ضميره بالذنوب، لكنها سدت أذنيها وأعمت عينيها عن مرأه، شدت من قسوتها بتأكيد استحقاقه للعذاب الذي يلقاه الآن، فقد كان سبب مثيله وأكثر لها منذ سنوات وحتى الآن.

شعرت بالذكريات تلاحقها، خافت أن تفقد السيطرة على السيارة فتوقفت عند أقرب

استراحة على الطريق، طلبت قهوة مركزة تساعدها في استعادة التركيز المفقود ووجهت بصرها إلى سطح الطاولة المتشقق، تترك الحرية لعقلها في إطلاق ذكراه الأسيرة.

كم مرة لعنت اليوم الذي زارت فيه مكتب والدها؟، لا تتذكر ولن يحدث فارقًا؛ فحتى الآن تلعن تلك الصدفة. يومها قابلت ياسين للمرة الأولى وقد عطلت والدها عن إجتماع عاجل معه، أبت التأسف كما أمرها والدها، اكتفت بنظرة متكبرة أطلقتها من فوق كتفيها بكبرياء أثناء مغادرتها إلى أحد مراكز التسوق.

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن