فتحت فتاة في الثانية والعشرين من عمرها الباب، ترتدي جلبابًا مزخرفًا وقد التف حجاب أسود شفاف فوق رأسها مخفيًا ضفائر شعرها، تعرفت على ناهد فابتسمت لها مرحبة: يا أهلا يا أهلا.. البيت نور يا ست ناهد.
ناهد بابتسامة: أومال الجماعة فين يا سهام؟
-الحاجة فاطمة فـ المطبخ والرجاله كلهم.. من البيه الكبير للبيه الصغير برا، وسلمى فـ الجنينة بتسقي الزرع.
أطلقت ضحكة حقيقة، لم تعد إلى ثغرها إلا بعد زيارتها لهذا المنزلحقبل الحادث: هي لسه بردو بترخم على عم سليمان وبتاخد شغله؟
-هههههه عادتها ولا هتشتريها.
أتى صوت خلفهما من جهة المطبخ: بترغي مع مين كل دا يا سهام؟
أتجهت إلى ناهد عندما رأتها وضمتها بقوة مرحبة: يا مرحب يا مرحب.. يأحدي النور.. بقى موقفه ناهد على الباب.. كدا بردو يا سهام؟.. يصح يا بنتي؟سهام مدافعة: والله يا حاجة فاطمة لسه باسلم عليها حضرتك جيتي.
شدت ناهد على يد مضيفتها: خلاص بقى يا فاطمة.. وبعدين هو أنا ضيفة يعني عشان تقولوا كدا؟
ربتت فاطمة على ظهرها بقلق: بس أنتِ جايه من سفر وشكلك تعبان.
ابتسمت ناهد للاهتمام الحقيقي الذي تجلى في عيون فاطمة: لا أنا كويسه ما تخافيش عليا.
-إحم إحم.. ممكن أدخل ولا إيه؟
التفتت ناهد وراءها ثم ابتعدت حتى تسمح له بالدخول: أيوه تعالى يا محمد.. فاطمة أعرفك.. محمد محامي الشركة وصاحب ياسين.
رفع سبابته معترضًا: أنتيمه وليس صاحبه، هناك فرق فـ المكانات سيدتي الرئيسة.
ضحكت فاطمة لخفة ظله: تأنس وتنور يا ابني اتفضل.
التفتت موجهة كلامها إلى سهام: نادي سلمى من برا؛ خليها تيجي تسلم وبعدين روحي أعمليلنا حاجه نشربها.
انصرفت تنفذ ما أمرت به بينما صحبتهم فاطمة إلى المضيّفة، تتبادل معهم الحديث إلى حين وصول ابنتها.
-بقى من ساعة ما تسافري يا ناهد مافيش ولا تليفون كدا؟
-معلش يا فاطمة والله، الواحد كان عايز يخلص من المستشفى وقرفها وما كنتش مركزه فـ حاجه.
أتاهم صوت أنثوي يهتف: ليه سلمتك يا نوني، إيه اللي حصلك؟
ضمتها ناهد بشوق: مافيش حادثة صغيرة يا سلمى الحمدلله جات سليمة.
أجلستها سلمى وجلست جوارها تمسك كفيها، قالت بقلق حقيقي: مش كنت تقوليلنا عشان نيجي نزورك.. كدا بردو؟

أنت تقرأ
رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)
Romanceالجزء الثاني من رواية رزقت الحلال شخصيات جديدة ظهرت وأحداث مختلفة... لكن هيظهر أبطال الجزء الأول (حمزه وحياه) من تاني لكن قدام شوية... الأحداث بدايته من بداية القصة قبل ما حياه تهرب أصلًا... والأحداث هتتعرض من زاوية تانية ونظرة تانية.. بالتالي حاجا...