الفصل 3

1K 37 3
                                    


فتحت فتاة في الثانية والعشرين من عمرها الباب، ترتدي جلبابًا مزخرفًا وقد التف حجاب أسود شفاف فوق رأسها مخفيًا ضفائر شعرها، تعرفت على ناهد فابتسمت لها مرحبة: يا أهلا يا أهلا.. البيت نور يا ست ناهد.

ناهد بابتسامة: أومال الجماعة فين يا سهام؟

-الحاجة فاطمة فـ المطبخ والرجاله كلهم.. من البيه الكبير للبيه الصغير برا، وسلمى فـ الجنينة بتسقي الزرع.

أطلقت ضحكة حقيقة، لم تعد إلى ثغرها إلا بعد زيارتها لهذا المنزلحقبل الحادث: هي لسه بردو بترخم على عم سليمان وبتاخد شغله؟

-هههههه عادتها ولا هتشتريها.

أتى صوت خلفهما من جهة المطبخ: بترغي مع مين كل دا يا سهام؟

أتجهت إلى ناهد عندما رأتها وضمتها بقوة مرحبة: يا مرحب يا مرحب.. يأحدي النور.. بقى موقفه ناهد على الباب.. كدا بردو يا سهام؟.. يصح يا بنتي؟سهام مدافعة: والله يا حاجة فاطمة لسه باسلم عليها حضرتك جيتي.

شدت ناهد على يد مضيفتها: خلاص بقى يا فاطمة.. وبعدين هو أنا ضيفة يعني عشان تقولوا كدا؟

ربتت فاطمة على ظهرها بقلق: بس أنتِ جايه من سفر وشكلك تعبان.

ابتسمت ناهد للاهتمام الحقيقي الذي تجلى في عيون فاطمة: لا أنا كويسه ما تخافيش عليا.

-إحم إحم.. ممكن أدخل ولا إيه؟

التفتت ناهد وراءها ثم ابتعدت حتى تسمح له بالدخول: أيوه تعالى يا محمد.. فاطمة أعرفك.. محمد محامي الشركة وصاحب ياسين.

رفع سبابته معترضًا: أنتيمه وليس صاحبه، هناك فرق فـ المكانات سيدتي الرئيسة.

ضحكت فاطمة لخفة ظله: تأنس وتنور يا ابني اتفضل.

التفتت موجهة كلامها إلى سهام: نادي سلمى من برا؛ خليها تيجي تسلم وبعدين روحي أعمليلنا حاجه نشربها.

انصرفت تنفذ ما أمرت به بينما صحبتهم فاطمة إلى المضيّفة، تتبادل معهم الحديث إلى حين وصول ابنتها.

-بقى من ساعة ما تسافري يا ناهد مافيش ولا تليفون كدا؟

-معلش يا فاطمة والله، الواحد كان عايز يخلص من المستشفى وقرفها وما كنتش مركزه فـ حاجه.

أتاهم صوت أنثوي يهتف: ليه سلمتك يا نوني، إيه اللي حصلك؟

ضمتها ناهد بشوق: مافيش حادثة صغيرة يا سلمى الحمدلله جات سليمة.

أجلستها سلمى وجلست جوارها تمسك كفيها، قالت بقلق حقيقي: مش كنت تقوليلنا عشان نيجي نزورك.. كدا بردو؟

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن