17

944 44 0
                                    


بالكاد حيت صديقتها وباركت لهما على الزواج حتى ارتفع أذان المغرب، تبعت حياه إلى الداخل تصلي معهم، بكت سعيدة بسعادة صديقتها، حياه تستحق فرصة جديدة، وبداية أكثر بهاء.

جلست على الطاولة المخصصة لعائلتها في المقدمة بالقرب من مجلس العروسين، شردت تتذكر حنق حياه عليها، كيف وقفت أمام قرارها في تقبل رجل تشاركها فيه أخرى، أوشكت يومها أن تحطم رأسها غيظًا علها تفيق، كم من مرة تذكرت كلماتها وتمنت لو اتبعت نصيحتها، لقد نالت قربه لكنها اكتوت منه بقدر ما سعدت، إن لم يزد.

نظرت إليها تتابع اختطافها لهمسات صغيرة بينها وبين عريسها، وابتسامة خجلة لكن فرحة تنير شفاهها، ابتسمت رغمًا عنها تدعو لها بالهناء وتمام زواجها على خير.

وقف ياسين يتحدث إلى مسعد، صديق حمزه، بعدما عرفهما الأخير على بعض، اتفقا بشدة ووجد ياسين في مزاح الآخر منقذًا من التفكير، انضم إليهما محمد واتسعت الدائرة رويدًا.

تجاهلته بنظراتها، تدعي عدم إهتمامها به لكن كلما شرد نظره في جهة أخر تعود لمطالعته، تتابع نظرات النقمة في عينيه والكره ينضح فيهما لاستسلام والده في مسامحتها، والعرس الذي لم يقتنع به حتى هذه اللحظة، تحاول سبر أغواره حتى تدرك سره في هذا الحقد المستعر ضد شقيقته، لحمه ودمه، رغم معرفتها له منذ صغره -وإن كان عن بعد-، وفترة زواجهم، لم تتخيل أن يكون أسود القلب، متحجر العقل إلى الحد الذي تراه الآن.

استمتع الجميع بليلة مرحة، تمتلئ بالحبور، ليلة صيفية جميلة حيث برقت النجوم في السماء وظهر جزء من القمر منيرًا وضاء، واندماج الضيوف مع الفقرات المقدمة.

بعدما انفض الجمع وتفرق الشمل، توجهت سلمى مع والديها بعدما أصروا على بياتها ومن معها لديهم، فليلتين ويوم ليسا في حاجه إلى فتح منزل بأكمله فيما المقابل له متواجد تحت تصرفهم كيف شاءوا.

***

ذهب يحضرها من منزل صديقتها بعد عودته، ركبت السيارة إلى جواره وذهنها شارد، حتى صديقتها شعرت بتغير حالها لكنها خافت من حالتها العصبية الزائدة فالتزمت الصمت. ما حدث في منزل ماجد يقض مضجعها، يلهب النيران داخلها.. أصار يسترخص نيلها؟

***

ظلت تجيء وتذهب في توتر حول حوض السباحة، تخطت آية عتبة الباب ودلفت إليها وفي يدها صينية تحمل كوبين من الشيكولاته بالحليب كعشاء مُعدِل للمزاج.

جلست ثم دعتها إلى الجلوس متنهدة: كفايه ارحمي نفسك، هتدوخي يا بنتي.

جلست أمامها تتخلل شعرها بأصابعها في حنق، تكاد تجذبه من جذوره: مش قادرة يا آية، هأتجنن، كلام الدكتور على إني كان ممكن أخسر بنتي بسبب حبوب تسقيط واللي قالته عنبر هيجنني، مش قادرة أتخيل إنها ممكن تقتل روح بريئة لمجرد إنها بتكرهني، طب كانت قتلتني أنا من بدري، ليه هو؟!

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن