الفصل العشرين ( الأخير ) :-
وقفت فيروز أمامه عاقدة حاجبيها تطالع زوبعة الغضب التي جعلت من ملامحه موطنًا لها، ثم سألته مستفسرة بتعجب نابت:
-في إيه يا فارس مالك؟حروفه التالية كانت اجابة متنكرة في ثوب السؤال المُطرز بالشك:
-الورق بتاع صفقة ال**** اللي كان في مكتبي وخدتيه قبل كده ورجعتيه، وصل لشركة **** ازاي؟ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها، لم يكن الوقت الأنسب لإعلاء صدمتها من معرفته، ثم اجابت بهدوء:
-معرفش.
تابع من بين أسنانه:
-ازاي متعرفيش امال مين اللي يعرف؟!هزت كتفاها معًا وهي تتشدق باستنكار افترش معالمها التي تجنحت بالسخرية:
-هو أنا مديرة مكتبك وأنا مش واخدة بالي ولا إيه يا فارس؟نفى برأسه يبثها المنطق الذي نسجه الشيطان بعقله:
-لا مش مديرة مكتبي بس محدش كان يعرف إن الورق ده هنا في البيت، من الاخر الورق ده ماوصلش لإيد حد تاني غيرك.هزت رأسها تؤكد منطقية شياطين الشك المهتاجة داخله:
-اه يبقى أنا اللي اديته لهم صح؟!صمت، لا يستطع أن يجزم بذلك، او ربما لا يريد، لا يريد أن يتيقن من جهة الطعنة فيصبح وقعها أشد وأكثر ألمًا..
فهزت رأسها وأضافت بحروف يتوارى بينها التهكم:
-عندك حق، ماهو مش ممكن مثلًا يكون حد لعب لعبة خبيثة عشان يوصل للورق، فـ أكيد أنا اللي عايزاك تفلس علشان ماتبقاش أغنى مني.تنهد وهو يخبرها مشيرًا في قلة حيلة وعقله يدور في مدار من الاسئلة بلا نهاية او جواب:
-أنا مش هفلس لإني أصلًا غيرت في الصفقة كتير يعني الورق مش هيضرني، الفكرة في الثقة، مين اللي عمل كده وقاصد يضرني!راحت فيروز تخبره بصوت مهتز استشعر منه عمق الشرخ الذي أحدثه داخلها:
-الفكرة في الثقة فعلًا، ودي للأسف مش موجودة بينا، أنت مش هتنسى إني كذبت عليك واما يحصل أي حاجة، اول حاجة هتيجي على بالك إني بكذب عليك تاني، ما أنا كذبت بسهولة بقا !داخله كان يؤيد ما تقول، ولكنه ليس بيده، هي خدشته بسكين الكذب سابقًا، فتركت هذه السكينة ندبة خفيفة داخله لا تُميت نعم، ولكن اثرها باقٍ، كلما نظر له تذكر ما فعلت..!
ولكن رغم ذلك لا يريدها أن تغادره، إن تركت فيه هي ندبة صغيرة لا تنسى، فحياته بدونها ما هي إلا ندبات من الماضي تمرر عليه الحاضر..!
تنهد بعمق وكأنه ينثر تلك الأتربة التي شوشت رؤيته العقلانية للأحداث، وهتف بينما يقترب منها:
-غصب عني، إتعصبت وأول حاجة جات في بالي إن محدش يعرف عن الورق غيرك.-الكلام ده لما نكون عايشين أنا وأنت لوحدنا، مش معانا عُمال.
أشهرت عن أنياب شراستها التي اهتاجت بسبب وقع الظلم عليها، فأكد فارس دون تردد بخفوت محاولًا بلسمة ذلك الغضب داخلها:
-معاكي حق، أنا إتسرعت وده مش من طبعي وأنتي عارفة، حقك عليا.
أنت تقرأ
رواية " لخبايا القلوب حكايا " بقلم/ رحمة سيد
Romanceرواية رومانسية اجتماعية ❤ أتمنى لكم قراءة ممتعة 😍