البارت الثاني والعشرون 💕

321 6 7
                                    

ازيكوا ياقلوبي عاملين اي عارفة اني بتاخر عليكم حقكم عليا بس ياريت متنسوش الفوت بتاعي النجمة ورأيكم في الكومنتات وشير للرواية 💕💕💕
****************************************
لا اله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷

كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر ولم تصدق عينيها عندما رأته يدخل من باب الفيلا متسللا على أطراف أصابعه ,وقررت أن تفاجئه على حين غرة فأطلقت نداءها بقوة:
-اتأخرت كدا ليه يا كريم ؟
كان يعتقد أن جميع من بالبيت قد أخلدوا الى النوم فالظلام الدامس كان يسيطر على المكان مثيرا جوا من الهدوء والسكينة ,أفزعته صيحتها العالية فأجفل قليلا قبل أن يجيبها بضيق واضح:
-ريم ! اي اللي مخليكي صاحية لحد دلوقتي ؟
اقتربت منه ببطء وكأنها شبح فى الظلام يحاول النيل منه فمد أصابعه نحو قابس الكهرباء حتى يضئ المصباح القريب منه ,وبالفعل نجح فى آخر لحظة حينما وجدها على بعد سنتيمترات قليلة تقف منتصبة بملابس النوم الفضفاضة ,ويبدو على وجهها دلائل الحيرة وهى تسأله بلهجة استجواب:
- كنت فين لحد دلوقتي ؟
عقد حاجبيه بقوة وهو يزم شفتيه دلالة على استيائه الذى جاهد لاخفائه وهو يجيبها باستهتار لم تعتده مشيحا بيديه فى الهواء:
- وانا اي اللي يجبرني ارد علي سؤالك ؟ هو انتي بقيتي ولية أمرى ؟ على حد علمى اني بلغت سن الرشد من فترة طويلة ...
واستكمل عبارته الهازئة:
-قبلك بخمسة سنين , مش كدا يا صغننة؟
تراجعت خطوة الى الوراء وهى على ذهولها من طريقته المتغيرة فى معاملتها ,لقد كان دوما لطيفا معها على عكس سيف الذى طالما أذاقها مرارة التجاهل وحرقة سخريته المستمرة تجاه تصرفاتها واهتماماتها ,ففغرت فاها وهى تحاول السيطرة على غضبها من جراء حديثه الغير لائق فأسرعت تخبره بما تريد بصوت خفيض متقطع:
- احم طيب ممكن طلب صغير ... ممكن نقعد شوية نتكلم ؟ ولا دا ممنوع في قانون الكبار الراشدين زي مابيتسحبوا بليل متأخر عشان محدش يشوفهم؟
أصابه تساؤلها فى الصميم فاشاح بوجهه بعيدا وهو يغمغم بتوتر وكأنه يخفى شيئا ما :
-أنا مش بتسحب يا ريم , كل الموضوع اني راجع والكل نايم ومش عاوز اقلق حد , وبعدين انتي اي مشكلتك يكش اتأخر للفجر حتي ؟
عاد لمواجهتها وقد استعاد سيطرته على نفسه فأصبح هادئا لدرجة أغاظتها وهو يستطرد بضيق:
- اي الحاجة اللي عاوزاها ومتستناش للصبح؟ هاتي اللي عندك وانجزي عشان عاوز انام.
فأشارت بأصبعها نحو الأريكة وهى تسبقه:
- انا عن نفسي هقعد مدام انت مصمم تقف,وأوعدك مش هأخرك اكتر من ٥ دقايق بس ومش هتأثر علي عدد ساعات نومك !
زفر بقوة حارقة وهو يستغفر الله فى سره وفتح ذراعيه مستسلما وهو يقول:
-أمرى لله , اتفضلى وهاتى اللي عندك.
ابتلعت ريقها وهى تحاول أن تجد طريقة لبدء الحوار من جديد دون التطرق الى السخرية التى ترتسم على ملامحه تهدد سلامها النفسى ,ورنت بنظرها نحو الداخل لبرهة وقالت وهى مطرقة برأسها:
-أنت طبعا تعرف سعد ... الشاب اللي جه عشان يساعد عم مصيلحى فى شغل المطبخ ؟
رفع حاجبه بتعجب منتظرا أن يسمع جملة مفيدة من بين شفتى ريم القلقة ,وقد أخذت تحرك أصابعها بحركة عصبية مستفزة فلم يملك نفسه من الرد بغضب:
-ماله سعد ؟
ريم : عاوز يتجوز ... وأنت طبعا عارف ظروف الشباب الأيام دي ...أنا ...عاوزاك تساعده يحقق حلمه .. اصلا البنت اللي هيتجوزها مش غريبة عنك...
هنا لم يستطع كبح جماح غضبه المستشيط وهو يقترب منها بتهديد وهو يردد بعدم تصديق :
- هو سعد عاوز يتجوزك يا ريم ؟ انتي اتجننتي ؟
فجأة لم تعد ريم قادرة على السيطرة على ضحكاتها التى انبعثت مجلجلة وهى لا تعرف كيف توصل كريم الى مثل هذا الاستنتاج الخاطئ وأخذت تحاول افهامه الحقيقة ولكنها أخفقت بسبب نوبة السعال التى أصابتها وأخذت تشهق محاولة أن تعب الهواء الى رئتيها بقوة فاندفع كريم ليجلب لها كوبا من الماء , تناولته منه بلهفة وهى تجرع منه شربات متسارعة خففت من نوبتها ,وبعد أن أتت على ما تبقى بالكوب وضعته برفق على المنضدة وهى تتمتم بالشهادتين.
"-هو اي اللي بيحصل هنا بالظبط؟"
توجهت العيون نحو القادم من الطابق العلوى مندفعا لدى رؤيته للأنوار المضاءة وسماعه الأصوات العالية ,فأجابه كريم بهدوء واتزان:
- دي ريم شرقت فجأة بس وجبتلها كوباية مية عشان تهدي .
ردد سيف كلمته الأخيرة بعدم تصديق:
- بس؟ اي اللي مسهركوا اصلا لحد دلوقتي, والأهم من دا بتعملوا اي هنا والكل نايم ؟
استعادت ريم قدرتها على القتال مجددا فأجابته حانقة:
-وأنت مالك يا سيف ؟ أنت هتحاسبنا؟
كريم: ادي يا سيدي القطة سنت سنانها,وبتجربها .
ريم : لو كنت عاوز تعرف السبب ياسيف , يبقي تستني تسمع بنفسك , بس تعالي الاول وقولي اي اللي خلاك ترجع البيت متأخر قبل كريم بدقايق ؟ أنتو كنتوا فين ؟ هاه !
تبادل الشابين النظرات فيما بينهما وكلا منهما يحاول ايجاد تبرير مناسب على استفسارها العادى ,ولكنها لم تترك لهما مجالا للتفكير فأسرعت تقول:
- مفيش داعي انكوا تألفوا كذبة ليا, انا اصلا ميهمنيش بتعملوا اي في حياتكم.... طالما محدش فيكم بيتدخل في حياتي, بيتهيألي كدا كل حاجة بقت واضحة , عن اذنكم بقي هروح ارتاح شوية.
استوقفها كريم بحدة وهو يمسك بمرفقها ليسألها عما اذا كان ما تفوهت به صحيحا:
- الموضوع لسه مخلصش يا ريم , جاوبيني بصراحة علاقتك بسعد وصلت لحد فين بالظبط ؟ وإزاي اصلا يتجرأ ويطلب يتجوزك؟
أسقط فى يد سيف بعدما تناهى الى مسامعه هذا الحديث ,وتحول الى نمر هائج فصاح وهو ينقض على فريسته من الجهة الأخرى:
- اي التخريف دا ؟ازاي الحيوان دا يتجرأ ويفكر مجرد تفكير فيكي؟ وانتي بقي شجعتيه يا ست ريم ؟
انتفضت ريم محاولة الخلاص من قبضة كريم وهى تتراجع للوراء قائلة بغضب عنيف:
- اي الهبل دا ؟ مالكم هو السهر أثر علي دماغكم ولا اي؟ مفيش حاجة من الكلام دا طبعا ... أنا مقولتش أنه عاوز يتجوزني أنا ....
تابعها كريم ببصره وهو ما زال على اعتقاده حتى بعد انكارها فسألها بحيرة:
-امال اي معني كلامك في انه عاوز مساعدتي عشان يتجوز واحدة مش غريبة عنى ... معنديش قرايب بنات غيرك... الا أميرة,و...
وقبل أن يتسع خياله أكثر أطلقت ريم رصاصة الرحمة وهى تقول بسرعة:
- هو عاوز يتجوز سماح.
-سماح ؟ الخدامة ؟
قالها سيف بانبهار فهتفت به ريم فى سخرية ممزوجة بمرارة:
-أيوة سماح يا ذكىّ , سماح الخدامة.
كريم : وأنا مالي بموضوع زي دا ؟ هو عاوز اتوسطله عندها عشان توافق مثلا ولا ايه ؟
بدأ كريم يعود الى رشده ويفكر بمنطقية ولو قليلا , فنفت ريم هذا الاقتراح وأضافت قائلة بملل:
- ممكن تسكتون دقيقة واحدة , أنا هشرحلكم.... سعد وسماح بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزوا في اسرع وقت وبس بسبب ظروفهم المادية مش اد كدا هما مش معاهم تمن شقة صغيرة يتجوزوا فيها , أنا بقي كنت عاوزة منك الخدمة دي.
وأشارت لكريم مرة ثانية بيدها ليمتنع عن الرد وهى تستطرد بطريقة تقريرية:
-كنت قولتلي قبل كدا ان ليك واحد صاحبك شغال في مجال التسويق العقاري ,وأنه له علاقات واسعة مع المسؤولين فى وزارة الاسكان , هل ممكن يساعدهم يلاقوا شقة صغيرة فى مساكن محدودى الدخل ؟
كريم : خلصتي يا ريم ؟
ريم : أيوة .
-تصبحي على خير.
قالها كريم باشمئزاز وهو يتجه نحو الدرج تاركا الفتاة والشاب الآخر واقفين يحدقان بظهره بذهول.
سألته ريم بعد انصراف كريم بدهشة:
-هو انا غلطت في حاجة؟
سيف : معرفش , بس أكيد انتي بوظتي اليوم خالص , عندك قدرة رهيبة في أنك تنكدي عالناس , الله يكون في عون اللي هيتجوزك يابنت عمي, دا ياعيني هيعاني الأمرين ,تصبحي على خير.
ولم يدرِ أنه ربما قد أطلق نبوءة قابلة للتحقيق.
ثم انصرف مثلما فعل كريم منذ لحظات بينما ظلت على حالها جامدة كتمثال حجرى وهى تحدث نفسها:
-هو أنا غلطت في اي ؟
ضربت كفا بالآخر وهى تحذو حذوهما تاركة البهو فارغا مضاءا وكأنه لم يشهد على مثل هذا الموقف الغريب.
***********************
-كنتي فين يا هديل ؟ وليه مش بتردي علي موبايلك؟
أيقظتها لهجة والدها الصارمة من عالم أحلامها الوردية بعد أن أولجت المفتاح بباب المنزل فنظرت فجأة الى ساعة يدها الجلدية الرقيقة لترى أن الوقت قد تجاوز منتصف الليل بقليل ,وكانت هذه هى المرة الأولى لها فى العودة الى البيت بمثل هذا التوقيت ,فأجفلت لدى رؤيتها نظرات أبيها الغاضبة وهو يقف مترقبا اجابتها وهو يضيف بحزم:
- دي أول مرة تتأخري.
حاولت أن تلّطف من الوضع المشتعل فرسمت ابتسامة واهنة على شفتيها وهى تقول ممازحة:
-أنت قلقت عليا يا بابا؟ متخافش بنتك راجل ، انا كنت مع مها زميلتي في الشغل.
- كنتي فين ؟
كرر سؤاله بنبرة أعلى وأكثر حدة مما جعلها تعترف ببساطة:
-كنا بنتعشي برا ,أنت عارف اني بقالي فترة طويلة مخرجتش ,كل يوم اروح الشغل ومن الشغل للبيت ومن البيت للشغل بس .
شعر صلاح باحساس بالذنب تجاه ابنته ,فهى وحيدته ومضطرة للعمل بوظيفة مرهقة حتى تتكفل بتأمين مصروفاتهما المتزايدة وعلى الرغم من عمله الجديد الا أنه غير قادر على توفير حياة كريمة لها ,فهى فتاة بعمر الزواج وتحتاج الى تجهيزات عديدة حتى تكون مستعدة لدى الزواج ,وهى لا ينقصها الجمال ولا حسن الأخلاق ,فجميع معارفهم وجيرانهم يتمنونها عروسا لأبنائهم ,الا أنها ترفض العريس تلو الآخر بدون حتى أن تراه ,منتحلة كافة الأعذار المعقولة والغير معقولة ,فهو بحاجة الى وجودها الى جواره بعد اصابته فى الحادث ,وها هو الآن يقسو عليها وهى التى تحملت فوق طاقة عمرها الذى لم يتجاوز السادسة والعشرين عاما ,ولا بأس لو قامت بالترويح عن نفسها ولو لمرة واحدة ,كانت بالعادة ملتزمة الى أقصى الحدود لا تتأخر دقيقة واحدة عن موعدها الا اذا انشغلت بالعمل ,وفى وقتها تتصل به هاتفيا لتعلمه بغيابها.
فتح ذراعيه ليضمها بين جوانبه وهو يربت على رأسها بحنان ويغمغم بنبرة اعتذار:
- ولا يهمك ياحبيبتي ,أنا عارف انك محتاجة تتفسحي وتخرجي من جو البيت اللي يخنق , ومحتاجة يبقي عندك صحاب من سنك ، مش قاعدة طول الوقت مع راجل عجوز ممل زيي .
اندفعت هديل لتخفف عن والدها وهى تقول بصدق:
-لا يابابا متقولش كدا , أنت عندى أغلى من الدنيا دي كلها ,ومبنبسطتش غير وانا قاعدة معاك ... ومسمعكش مرة تانية بتقول علي نفسك راجل عجوز ,انت لسه فى نظرى أوسم راجل شوفته في حياتي , وشبابك وحيويتك احسن مليون مرة من أي شاب صغير .
غاب ذهنه قليلا وسرح فى اسم معين:
-كريم.
هديل : مين ؟
صلاح: كنت بقول كريم ... الشرقاوى ,مديرك في الشركة.
ارتبكت بشدة لدى ذكره لاسم مرافقها الذى قضت معه السهرة بدون موعد سابق ,فقد كان القدر هو من جمعهما ,وخشيت أن يكون والدها قد انتبه لصوت سيارته حينما أقلها الى المنزل وحاولت أن تدارى توترها فقالت مستفسرة:
- وأي اللي خلاك تفتكره دلوقتي؟
-والدته ... هناء ,أنتي تعرفيها.
-أيوة يابابا.
لم يكن يطرح سؤالا على ابنته بل يقرر واقعا.
صلاح: طبعا انتي قبل كدا سألتيني علي علاقتي بيها , مش كدا ؟
هديل باستغراب: مالك يابابا في ايه؟
صلاح بغموض : ولا حاجة , بس تعالي اقعدي جمبي عشان هحكيلك الحكاية كلها من طقطق لسلام عليكم.
كان فضولها قد اشتعل ولم تعد قادرة على الصبر حتى يتحدث والدها فجلست كما طلب منها وهى تحثه على الكلام:
-اتفضل يابابا انا سامعاك.
وبدأ صلاح يروى لها مالم تكن تتخيله.

ياتري ايه هيبقي رد فعل هديل ؟
وأيه اللي كريم عاوزه من هديل؟
توقعاتكم ياقمرات
Rawan Sedek

(عشقت صيادي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن