الفصل ٣

5.7K 223 51
                                    

بعد مدة لا باس بها .. سمحت مارينا للرجلين بالدخول مرة اخرى بعدما تعهدا بعدم التعرض اليها ..

المدعو الكسندر كانت نيران الغضب تتقد من عينيه و دايفيد داك كان اكثر هدوءا ...

لم تستطع مارينا ان تمنع نفسها من اختلاس نظرة الى الرجل الذى كان الواقف أمام سريرها و وجهه متجهم و عابس.. كان يبدو عليه الغضب الجامح.. و كأنه يريد خنقها..

انه طويل ... وفى أواخر العشرينات من العمر ... اسود الشعر واللباس ، وتنضح شخصيته رجولة ...

انتبهت مارينا الى طريقته بالتطلع بها .. و كانها غير مرحب بها و كانه يتمنى أن تكون مجرد كابوس و انها ليست بالفعل على قيد الحياة.. انها تشعر بكرهه نحوها و هي الاخرى تكرهه جدا .. لم تنسى و لن تنسى ما سمعته يقوله بالمقبرة يومها و سوف يدفع الثمن غاليا .

الممرضة كانت لا تزال تقف إلى جانبها بعدما هدات قليلا من جراء تهجمه المباغت عليها عندما رآها اول مرة  ..

اخيرا تحدث و قال :
" لا زلت انتظر جوابا منك .. كيف نجوت من ذلك الحادث؟؟؟" .

مارينا بطبيعتها الطيبة و البريئة شعرت بالرهبة و الخوف منه و ظهر هذا جليا في عينيها و هذا ما لاحظه ألكسندر و استغرب الأمر..

بصوت مرتعش اجابته :
" انا ... انا .. لا أتذكر مالذي حصل يومها و لا كيف نجوت من الحادث.. كل ما اتذكره هو انني و جاك كنا سعيدين و نحن نستمتع بالاجواء على متن الطائرة المروحية ثم فجأة .. مررنا بمطبات و أظلم المكان و ارتمى جاك فوقي يحميني بجسده .. بعدها فتحت عيناي لاجد نفسي بالمستشفى و أخبروني أنني كنت بغيبوبة و كل ما اتذكره هو اسمي و اسم زوجي و بعض الاشياء الأخرى.. غير ذلك .. لا أذكر شي اخر .." .

ابتسم بخبث و قال ببرود:
" و هل تظنين أنني أحمق كي اصدقك ؟؟؟ كيف تنجين من حادث مهول كذاك ثم بقدرة عجيبة لا يحدث لك شيء .. مجرد خدوش بسيطة و فقدان مؤقت للذاكرة ... انك حتى تبدين بصحة جيدة و الدم يتدفق من خديك .. هل ترينني غبيا جدا لتصديقك؟؟؟
اننا لم نعثر حتى على رفات اي احد من الركاب بمن فيهم ربان الطائرة.. فكيف لك ان تنجي..؟؟ " .

حركت رأسها بقلة حيلة و قالت و هي تتحاشى التطلع بوجهه :
" لا اعلم .. حقا .. لا اعلم "

الرجل الاخر المدعو دايفيد قال بصوت ساخر :
" لربما طارت بالهواء كما تفعل الحوريات .. لطالما نداك ابن عمي جاك بحمامته " .

ثم قهقه ضاحكا ليقول له بحدة ألكسندر :
" توقف عن القاء نكتك الغبية دايفيد .. لا احد هنا في مزاج للانصات للتفاهات منك .. "

احنى رأسه أرضا و قد احمرت وجنتاه احراجا و قال :
" اسف .. الكس " .

اما مارينا فقد شدت يد الممرضة بقوة حتى قالت :
" ارجو منكما المغادرة فالمريضة تحتاج إلى الراحة الآن" .

انتقام التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن