الفصل ٢١

4.6K 198 62
                                    

تسمرت بمكانها من وقع الصدمة و عادت إليها كل ذكرياتها المخيفة و السيئة عندما كانت تعيش مع ابيها ..
ارتعشت قدميها و عضت شفتها مرتبكة و تسارعت أنفاسها بينما هي تحاول جاهدة ابتلاع دموعها الصامتة التي كانت تهدد بالانهمار..

بعد ذلك اصبحت ذاكرتها ضبابية ... تذكرت كل ذلك الصراخ و البكاء ... و كيف كان ابوها يقوم بسحبها من شعرها الى القبو ويغلق الباب عليها ...

اعتصر الألم قلبها ممزوجا بالخوف و الإثارة .... هل ما تعيشه الان حقيقة ...؟؟؟  ماشعرت به قبل قليل من صفاء وصواب علاقتهما قد تحول الى خطأ ودنس.

درس ألكسندر جانب وجهها وشك في انها تخبئ شيئا ولكن ما هو ؟ من الواضح انها قد عانت الأمرين و لمدة طويلة مع والدها ... انها تبدو شاحبة اللون و الخوف جلي على محياها ..
ومن ثم انتقلت عيناه الى يديها ليلاحظ ارتجافة خفيفة و هي تضمهما في قبضة ..
اجل .. هذا الرجل لا يبدو عليه الطيبة بل العكس .. يبدو في غاية اللؤم و عيناه شعلتان من الشر و لكن هذا كله لا يدعوها الى كل هذا الخوف .. أنه بالاخير والدها .

كان الصمت هو سيد الموقف و لم يجرا اي احد على قطع ذلك السكون ... اخيرا بعد مدة طويلة تقدم ألكسندر نحوهما بخطى ثابتة و قال :

" أعتقد انكما بحاجة للتحدث .. لم لا نفعل ذلك بغرفة مكتبي " .

أعطته نظرة واحدة جعلته يدرك مدى حقارته و انه ارتكب خطأ فادحا بدعوة والدها الى هنا كي يلتقي بابنته و كي يفهم هو الاخر ما يحدث و يزيل شكوكه التي تنهش تفكيره .

جلست مارينا على الجهة الأخرى من المكتب وعندئذ فقط لاحظت كم ترتجف ساقاها ...
بدا وجهها فاترا ، جامدا ... ولكن عندما جلس والدها بمقابلها.. بدا الغضب على وجهها وبان اللون على خديها ..
تشنجت معدتها و رغبت بالاستفراغ غير انها استجمعت شجاعتها و اكملت التحديق في وجه والدها .

اما ألكسندر فجلس خلف مكتبه يراقب ما يحدث باهتمام ..

ألكسندر اخذ يفقد اعصابه و صبره فقال :
" تحدث .. الم تطلب رؤيتها كي تتحدث إليها.. اذن تحدث " .

ابتسم والدها ابتسامة مرعبة كشفت عن أسنانه السوداء و التي تغير لونها بفضل المخدرات و الخمر التي يحتسيها .

ليقول :
" اجل معك حق .. انا من طلبت رؤيتها و لكنني ظننت انها سوف ترحب بي او ربما تثور و تغضب لرؤيتي و تطردني و لكنني بالتاكيد لم انتظر هكذا ردة فعل .. باردة و جافة " .

كادت مارينا تضحك لو لم تكن خائفة من الإجهاش بالبكاء.. تحاملت على نفسها و قالت :

" مالذي تريده بالتحديد ؟؟؟ مالذي جاء بك ؟ و لا تقل لي انك اشتقت الي ".

اتسعت ابتسامته الخبيثة ليقول " تفهمينني يا ابنتي العزيزة.. لطالما فعلت .. انت تعرفين جيدا لماذا أنا هنا " .

انتقام التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن