الفصل ٥

4.7K 198 57
                                    

رمي بها داخل إحدى السيارات الفارهة ليجلس هو إلى جانبها بينما احد رجاله تولى القيادة .. اخرج سيجارة و اخذ يدخن بدون اهتمام للتي تجلس إلى جانبه و كانت للاسف تعاني بصمت من رائحة الدخان التي نكررها بشدة و تذكرها بوالدها السكير الذي كان يتفنن في تعذيبها هي و شقيقتها ماريا..

اغمضت عينيها تحاول أبعاد تلك الذكرى السيئة من مخيلتها و التركيز بالحاضر ..

استدار يتطلع بها ليلاحظ انها تحبس أنفاسها كما لو انها تختنق و هذا غريب فعلى حسب ما يتذكره ماريا كانت تدخن و تعشق الخمر و السهر ..

نفث دخان سيجارته بوجهها إلى أن اخذت تسعل بشدة فابتسم بمكر و قال :
" اووه .. ماذا حدث لك ؟؟ هل تختنقين الآن من دخان السيجارة ؟؟؟ بالله عليك.. انت اكثر شخص يدخن بشراهة رأيته بحياتي .. كفاك تمثيلا أيتها اللعينة " .

تطلعت به بغضب و قالت :

" لا بل اختنق من وجودك قربي .. لماذا لا تدعني بسلام .. قلت لك لا أتذكر اي شيء غير بعض الاشياء من بينها اسمي و أخيك و أنني متزوجة.. الطبيب أكد لك أيضا كلامي فماذا تريد ؟؟؟" .

السيجارة بفمه و الابتسامة ارتسمت على محياه ثم رفع يديه مصفقا و قال :
" واو برافو .. حقا برافو .. انبهرت بكلامك و لو لم أكن اعرفك لصدقتك .. كلامك المنمق هذا مقنع لاحد غيري و ليس لي لذلك احتفظي به .. لا تتذكرين قلتي ؟؟؟ لا بأس.. سوف اساعدك على تذكر ماضيك كله .. سوف تعيشين بالمنزل الذي جمعك و زوجك العزيز إلى أن تتذكري جيدا مالذي حصل يومها " .

صاحت به :
" لا يمكنك احتجازي غصبا .. سوف اشتكيك للشرطة و الصحافة و أفضح امرك " .

ألكسندر قهقه ضاحكا ثم اقترب منها إلى أن احست بانفاسه تداعب رقبتها و قال :

" هاته هي العاهرة الحمقاء التي اعرفها جيدا .. كفاك تمثيلا و كوني عاقلة و اعترفي و بعدها اتركك ترحلين.. اما تهديداتك التافهة فلا جدوى منها لأنك تعلمين جيدا ما استطيع فعله .. هاتف صغير مني و البسك تهمة قتل اخي و لا احتاج لدليل لذلك.. أو ازج بك بمستشفى للأمراض العقلية كي تصبحي مجنونة و تصعقي بالكهرباء كلما حاولت الهرب من هناك .. تحديني أن استطعت .. و سوف ترين بعينيك ما استطيع القيام به..".

لم ترتعب كما كان يظنها ستفعل و لكنها ثارت عندما نعتها بالعاهرة و بدون أن تشعر رفعت يدها لتصفعه على خده بقوة حتى شعرت بالألم براحة يدها و قالت و هي تكز أسنانها غيضا:

" لا أسمح لك و لا لغيرك بنعتي بالعاهرة .. و لا يحق لك ابدا تهديدي .. لست امرأة يسهل اخافتها ألكسندر طومسون.. تصرف بعجرفة مع من تريد الا انا .. اموت و لا أسمح لك بمذلتي و لا شتمي ."

اخذت تتنفس بسرعة ممسكة نفسها من الانفجار بالبكاء أمامه.. شعرت بالدموع تتجمع في مقلتيها .. انها تبكي مصير شقيقتها .. و لا تريد حتى أن تتخيل كيف عاشت بين هولاء المتعجرفين المغرورين اللذين يظنون انهم فوق الكل ..

انتقام التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن