01

550 27 18
                                    

Venus's P.O.V ;

يُقالُ بِأن الشَياطينَ هُم أَقبحُ مَا خلقَ الرَبُّ ، شِكلاً، و فِعلاً، تَتغذَّى على السُوءِ ، و تُخرجُ أَسوأ ما في البَشرِ . أَنا لا أَتفقُ معَ ذلكَ ، صراحةً. النَفسُ البَشريةُ أَسوأ الخَلقِ ، الرَغباتُ الشَّاذةُ، الأفكارُ النَجسة، تلكَ الأمورُ تَجعلُنا نحنُ- البَشر- أَسوأ المَخلوقاتِ .

أَنا لا أَقول بِأن كُلَّ البَشرِ سَيئينَ ، ولا حَتى الأغلبيةَ ! لكِن العَديدُ ، و العَديدُ. ما أَن تُمسكَ بِهم بِالجُرم المَشهودِ، حَتى لامُوا الشَيطانَ! ، كَما لو إِنَّ ذلكَ عُذرٌ حَفظوهُ مُسبقاً ، الشَيطانُ يَبِّثُ تلكَ الأفكارَ في عقلِنا، و يُحرِّضُ نفوسَنا على إِرتكابِ الجَرائمِ، لكِن الخيارُ في السَيطرةِ على نَفسكَ، أَو الإِنْصِياعِ لِرغباتِك الشاذَّة يَعودُ إِليكَ .

نَحنُ، و الشَياطينُ، نَتقاسمُ الذنبَ، لكِن لو كانَ هناكَ أَحدٌ لِنلومَه، فَأنفسُنا الخيارُ الأفضلُ ، الربُّ أَعطانا حُريةَ الإختيارِ ، و نحنُ نُسيء إِستعمالَها ، لا أَكثرَ ولا أَقلَّ .

لكِن الآنَ.. ، أَنا المُلامُّ كُلياً هُنا ، أَنا إِختَرتُ هذا ، لَم يُحرِّضني شَيء ، أَنا مَن فَعلتُ هذا، و مَن خَطَّطَ له ، مَن نَفَّذه. و هل يُعدُّ الإنتقامُ غَلطاً ؟ هي لَم تَكُن شَخصاً جَيداً ، أَنانيةٌ فاشِلةٌ ، و سَبَّبت الأذى لِلعديدِ !

أَنا لَم أَترَّدد ، لَم أَخَف ، و حَتماً لستُ نادِماً.

حَدَّقتُ بِقزَحيتيها الخالِيتانِ مِن الحَياةِ ، كيفَ ثَوبُها الأَبيضُ باتَ مُدنَّساً بِاللونِ الأحمَرِ القاتِم. ضَحكتُ ، لِسببٍ ما ، ضَحكتُ ! هذِه الجُثة كانَت تَعودُ لِشخصٍ جعلَني أَتمنى الموتَ لِأعوامٍ، أُقتُل سببَ بُؤسِكَ، لا؟

قَرأتُ العَديدَ مِن قَضايا القَتل ، و ما تَعلُّمتُه هو إِن الجَرائمَ نادِراً ما تَتِّم لِضغائن شَخصيةٍ ، و أَغلبُها تَحصلُ لِأجل أَسبابٍ كَالمُتعة ، أَو رَغباتٍ جِنسيةٍ.. ، ذلكَ غَريبٌ ، لِما الناسُ يَختارونَ المُعاناةَ على الإنتقامِ ؟ لِما المُسامَحةُ إِن كانَ القَتل بِهذه السُهولةِ؟

أَنا لَم أَستمتِع بِقتلِها ، لا ، على العَكسِ ، كانَ مُرهِقاً ، و عَملاً كَثيراً ، لكِنّي سَعيدٌ بِموتِها ، و بِكوني السَبب فِي ذلكَ ، لأنني إِمتلَكتُ القوةَ الكافِيةَ لِأُنهي حياةَ شَخصٍ ! غَبيةٌ لِتعيشَ وحدَها بِنظامِ حِمايةٍ سَيّء .. لِذا إِنتَهى بِها الأمرُ مَنحورةَ الرَقبةِ ، لَم تُقاوِم كَثيراً ، و تَوسَّلَت أَكثرَ ، إِعتَذرَت ، لكِن ذلكَ هُراء.

نَهضتُ ، الدِماء لَم تُلَّطِخ حِذائيَّ ، أًرتَدي قُفازاتٍ بِالفعلِ ، و مِقبَضُ السِكِّينِ مَلفوفٌ بِشريطٍ لاصِق. تَأكَّدتُ مِن عَدمِ تَصويرِ الكامِيرا لِي ، و كَسرتُ هاتِفَها كَتمويهٍ ، رَتَّبتُ المَكانَ كَي لا تَظهرَ آثارُ المُقاوَمةِ ، و غَسلتُ السِكِّينَ.

Vindictaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن