Venus's P.O.V ;
إِن كنتُ أَكرهُ شَيئاً أَكثرَ مِن كُرهي لِكاي ، فَهو حَتماً مُواساةَ الآخَرينَ، أُمقتُ ذلكَ ! لستُ طَبيباً نَفسياً ، أَنا فَضيعٌ في المُواساةِ ، و لا طاقَةَ للإستِماعِ لِتَذمُّر أَي شخصٍ ، حَرفياً أَي شَخصٍ ! و إِن كانُوا قَريبينَ مِني كَآدِي مَثلاً ، التي تَبكي حِيالَ حَبيبِها الذي فُصِل مِن العَملِ بِسببها.
مُواساةُ كَاي أَسهلُ بِكثيرٍ مِن مُواساةِ آدِيلايد ، لأنَّ ذاكَ الأحمقَ يَصمتُ بَعد أَن أُقنِع بِكلمةٍ أَو إِثنانٍ ، لكِن آدَي لا تَخرَس ! بِحق اللعنةِ ، ألا تَتعب؟
مِن المُؤكد كَوني تَغيّرتُ ، لأنِّي -و بِقدرِ ما أَكرهُ الإعترافَ بِذلكَ- لَم أَعُد أَهتمُ لِمشاعِرها ، على الإطلاقِ! لو رَأيتُها تَبكي قبلَ أَشهرٍ لِبكيتُ مَعها و حاوَلتُ إِسعادَها بِشتى الطُرقِ ، لكِن الآنَ ؟ أَنا لا أَهتمُ ، و ذلكَ يُخيفُني..
ما الذي قَد يَجعلُني بَليدَ الإحساسِ هَكذا ؟ خُصوصاً معَها ، معَ آدِيلايد! الشَخصُ الذي كنتُ أَكتَرثُ لِأمرِه بِصدقٍ لأعوامٍ ! هذا غَريبٌ ، هَل الأنانِيةُ مُعديةٌ؟ لكِن لا ، لا أَعتقدُ بِأن كَاي أَثرَّ بِي بأي شكلٍ صَراحةً.
لا أَعرفُ.. رُبما القَتلُ ؟ لأنَّني لَم أَعُد أَخافُ مِن فكرةِ سَلبِ حَياةِ شَخص ، إِلا لو كانَ بَريئاً.. أَظن؟
تَأففتُ بِضجرٍ بينَما تَبكِي هي بينَ يَداي ، دُموعُها تلطِّخُ قَميصيّ بِطريقةٍ مُقرفةٍ ، و أَنا أَكرهُ هَذا.. الآنَ، منذُ مَتى و أَنا بِهذه الأَنانيةِ ؟ إِلهي ، هذا جَديدٌ ، و لا أَشعُرُ بِالسُوء حَتى.
"ڤِين..." هَمهمتُ ، بينَما أَمسحُ على كَتفِها بِخفةٍ ، و أَضمُّها إِلي عَلى أَريكَتي ، "هَل أَنا مُزعجةٌ؟" أَجل ، جداً ، لكِن كَصديقٍ جَيد ، لِن أَقولَ ذلكَ ! لستُ حَقيراً إِلى تلكَ الدَرجةِ ، و أَنا حَتماً لَن أَخسَرَ الشَخصَ الوَحيد الذي تَحمَّلني طيلةَ هذِه الأعوامِ.
"لا ، لستِ كذلكَ ! ما الذي يَجعلُكِ تَقولينَ ذلكَ؟" نَبرَتي القَلِقةُ ، ما سَألتُ ، و إِجابَتي ، كُلهم كانوا كِذبةً ، و هذا يُخيفُني أَكثرَ حَتى ، لِما أَصبحتُ هَكذا ؟ و لِما لا أَهتمُ!؟ التَغييرُ قَد يُخيفُني ، لكِن ليسَ للحدِّ الذي أُريدُه أَن يَزولَ ! عَلى العكسِ..
"لا شَيء.. إِنه فَقط ، أَشعرُ بِأنني أُزعِجُ الجَميعَ بِمشاكِلي!" أَعتقدُ بِأنها عَليها أَن تُدرَكَ كمَّ الإزعَاجِ في التَذمُّرِ حِيالَ ما تَخجَل مِنه ، لأنَّه يَستهلكُني عاطِفياً ، ليسَ لأجلِها ، بَل التَعامُل معَه مُزعجٌ جداً ! حينَ كُنتُ في وَضعٍ سَيّء نَفسياً ، كنتُ مِثلَها ، و لكِني تَحسّنتُ ، أَما هِي فَلا تُحاوِل حَتى.
"لا تَفعلينَ ، ليسَ لِي عَلى الأقلِّ." إِبتسمتُ ، و إِبتعدَت هي عَن حُضنيّ حينَ قُلتُ ذلكَ ، تَمسحُ دُموعَها ، و تَعتدلُ في جُلوسِها. "شُكرًا لِإستماعِكَ لِمشاكِلي ، آسفةٌ لِأنني مُزعجةٌ." إِن قَضيتُ ساعةً أُخرى مُحاوِلاً إِقناعَها بِأنها ليسَت مُزعجةً فَسأقتلُ نفسيّ.
أنت تقرأ
Vindicta
Short Storycurrently on hold, new chapters coming soon ڤِيندِيكتا ؛ بِمعنى الإنتقامِ و العِقابِ بِاللاتِينيةِ ، الرَدُّ عَلى مَن آذاكَ ، و أَن تَأخُذَ بِثأرِك مِن الظَلمةِ ، فَمَا الفائِدةُ مِن المُعاناةِ بِصمتٍ حِينَ تكونُ قادِراً عَلى قَتلِ السَببِ ؟ ~ A B...