02

419 26 5
                                    

Venus's POV ;

لُقِّبتُ بِغريبِ الأطوارِ في الأمسِ لِأنَّني لا أَملكُ تَصنيفَ مُسلسلاتٍ مُفضّل.. كانَت مَزحةً ، لكِن مرَّ ساعاتٌ، و لا زالَ كَلامُها عالِقاً معيّ، قَد أَكونُ درامِّياً بِشأن ذلكَ ، لكِنه أَزعَجَني ، لأنَّني أُحاوِل أَن أَكونَ طَبيعياً مُجدداً قدرَ الإمكانِ ، السَبب سَخيفٌ ، لكِني مُنزعجٌ.

أَدرَكتُ بِأنَّ التَعافي تَماماً شُبه مُستحيلٍ ، لا زلتُ أَملكُ مَشاكِلاً بَسيطةً حيالَ جَسدي ، و كيفَ أَبدو ، أَنزعجُ حينَ يحكمُ عليَّ أَحدٌ ، أَو يَراني غَريباً ، لكِن لا شيءَ جدّي ، عدتُ لِأخذ أَدويةِ القَلق كذلكَ ، لا يَجبُ أَن أَنتكِسَ بعدَ شَهرينِ مِن خُروجي!

إِسبوعانِ ، مَرَّ إِسبوعانِ تَقريباً ، و لَم يَشتبِه بِي أَحدٌ ، تلكَ عَلامةٌ جَيدةٌ ، كَما أَظن ، و مَن كانَ يَعتقدُ بِأنَّ الوُقوفَ فِي جَنازةِ ضَحيتكَ قَد يَكونُ ساخِراً لِهذه الدَرجةِ؟ التَظاهرُ بِالحُزن كانَ أَصعَب جُزء ، مَنعتُ نَفسيّ مِن الضَحك عدّة مَراتٍ فِي الواقِع..

لِذا أَنا الآنَ أَرتشفُ مِن كُوبي ، وَسط أُناسٍ لا أَعرفُهم ، أُميّز البعضَ ، لكِن لا مَعرفةَ شَخصية بِأي مِنهم ، والِدي معَ والِدها ، و أَنا أَقفُ وَحدي كالأحمقِ هُنا ، والِدي يُريد أَن يكونَ دَعماً كَبيراً لِوالدها بِحكم صَداقتِهم أَو ما شابَه ، و أَنا كانَ عليَّ تَصنُّع الأسفِ طَوال اليومِ.

لديَّ أَسبابيّ ، و لو لاحَظوا كونَ حُزني مُزيف ، هُم يَعرفونَ ما فَعلَته لِي ، والِدتُها عانَقتني مُنهارةً ، و طلبَت أَن أُسامِح إِبنَتها.. ، فاتَ الآوانُ ، كَما أَعتقد.

"آخرُ مَن تَوقَّعتُ رُؤيتَه هُنا." كِدتُ أَختنقُ بِالماء حينَ سَمعتُ صَوتَه ، و الذي أُميِّزُه جَيداً ، كيفَ لِي أَن أَنسى ؟ بِبحتِه الخَفيفةُ ، و العُمق الطَفيفِ. إِلتَفتُ ، و هذه المَرةُ الأُولى التي أَراهُ فِيها في الواقِع ، مُجدداً ، منذُ ما يُقارِب الخَمسةَ أَعوامٍ ، و رُؤيتُه أَعادَت لِي كُل المَشاعِر التي ظَننتُ بِأنَّني نَسيتُها ، طَغت عَليها الكَراهيةُ، و غَلَّفتها.

شَعرُه البُني الذي يَكادُ يَبدو أَسوداً لِشدةِ دُكنِه مَرفوعٌ إِلى الخَلفِ بِعنايةٍ ، مِن عَيناه الواسِعتانِ إِلى شِفاهِه المُمتلئةُ قَليلاً ، عَسلَّيتاهُ لا تَتركُ عَينايَّ ، و ها هو يُقابِلني بِالإبتسامةِ السَخيفة هذه مُجدداً ، أَرغبُ في تَحطيمِ فكّه كُل ما أَراها.

يَتحدثُ كما لو إِنَّنا أَصدقاءٌ.. مُستَفزٌ. "مَن؟" قلتُ بِإستغرابٍ مُصطنعٍ ، و بَدا مُهاناً لِثانيةٍ، ثُم عادَت إِبتسامتُه ، "ڤينُوس ، أنتَ تَعرفُ مَن أَنا ، لا تُحاوِل." إِسميّ يَبدو قَبيحاً بِصوتِه.

"إِنَّه ڤِين ، كَايدِن ، ما عادَ أَحدٌ يُنادِيني بِڤينُوس بعدَ الآنِ." إِلتَفتُ إِلى الأمامِ ، مُحاوِلاً تَجاهُله ، كنتُ أَعلمُ بِأنَّه سَيأتي، لكِن لَم أَتوقَّع بِأن يُحادِثَني ! "كَاي فَقط، لا أَحدَ يُنادِيني بِكايدِن بعدَ الآنِ." سَخر مُقلِّداً نَبرتي ، صارَ يَقفُ بِجانبي الآنَ .

Vindictaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن