Eugene's P.O.V ;
سَحبتُ أَكبرَ قَدرٍ يُمكنُ لِصدرِّي تَحملُه مِن الدُخانِ ، و حَبستُه لِثانيةٍ قبلَ أَن أَنفَثَه خارِجاً ، أَتركُه يَجمعُ كُل ما فِي صَدريَّ مِن أَلمٍ ، و يَخرجُ معَ الدخانِ ، مَضت فَترةٌ ليسَت بِقصيرةٍ عَلى آخرِ مَرة دَخنتُ فِيها ، شَعرتُ بِضيقٍ في التَنفُّس ، لكِن لا يَهم ، أَستحقُّه.
"يُوجِين؟ أنتَ تُدخِّن؟" لَم أَلتفِت ، شَعرتُ بِيديهِ تُلفُّ حولَ خِصري مِن الخَلف، و شِفاهه على رَقبَتي ، إِضطَربَ قَلبيَّ لِثوانٍ ، و كَم أَكرهُ نَفسيَّ على ذلكَ ، على كَونِي لا زلتُ أُحبُّه على الرُغمِ مِن كُل ما فَعلَه ، على الرُغمِ مِن أَن سَبب دُخولِه في علاقةٍ مَعي كانَ لِأنِّي أَبدو يافِعاً في المَقامِ الأول.
لَم يُحبَّني أَبداً ، و أَشكُّ في إِنَّه يَفعلُ الآن ، لكِني أَحبُّه ، لِدرجةِ إِني لا زالَ لدي أَملٌ بِأنَّه قَد يُبادِلني المَشاعرَ يَوماً ، بَصيصُ أَملٍ يَتلاشَى بِبطئ كُل يومٍ ، و أَعلمُ بِأنه سَيزولُ تَماماً يَوماً ما قَريباً ، مرَّت ثَلاثةُ أَعوامٍ لَم يُحبِّبني فِيها ، أَنا شُبه يائِس.
حينَ تَنتهي آمالِي ، فَأنا سَأغادِر ، سَأنفصِل عَنه ، و أُنهِي أَكثرَ مَرحلةٍ إِستَنزفَت طاقَتي ، لكِني لستُ نادِماً ، لا أَندمُ عَلى شيء أَبداً ، لطالَما أَردتُ مُواجَهةَ شَخصٌ مُؤذِي ، و التَعرُّف عَلى أَسبابِ كونِه غيرُ مُتزنٍ ، ثَلاثُ أَعوامٍ مُدةٌ كافِية.
مِن ناحيةٍ أُخرَى ، الذَنب يَقتلُني بِشأنِ رَفضيّ لِمَاثِيو، أَرغبُ في حُبِّه ، في المُوافقةِ و تَرك جُوزيف لأجلِه ، لكِن لا ، لا أُريدُ فعلَ هذا لإيذائِه لاحِقاً ، لأنِّي لستُ شَخصاً دائِماً ، مِن النوعِ الذي قَد يَختفِي في أَي لحظةٍ ، قَد تَخسرُه بِرمشةِ عَين ، و لا ، ليسَ لِلموتِ أَو ما شابَه.
أَقعُ في الحُبِّ بِسهولةٍ ، و أَتخلَّصُ مِنه بِسهولةٍ كذلكَ، مَشاعِري جَميعُها وَليدةٌ لِلحظةٍ ، بِمُجرد إِبتعادِ الشَخصِ و لو لِيومٍ واحِد سَتراني قَد بدأتُ أَشعُر بِالمللِ ، و بِمشاعِري تَتغير ، ما يَجعلُ جَوزيف مُميزاً هو كونُه لَم يَترُكني يوماً ، معَ إِنه لا يُحبني ، لكِنه لا يَتخلَّى عني.
و أَنا حاوَلتُ ، لا زلتُ أُحاوِل ، لكِنه يَرفضُ الوُقوعَ فِي حُبي ، لِذا ما الأكثرُ لِفعلِه؟
ماثِيو شَخصٌ عَظيم ، هو يُحبُّني بِصدقٍ ، بِبراءةٍ حَتى ، لا نَوايا سَيئة ، لا شَيء ! يُعامِلني بِلطفٍ ، و يَصبُر على مَشاكِلي في اللُغةِ ، التي أَختلقُها أَحياناً كَي لا أُحادِثَ الناسَ.. أُعانِي معَ اللفظِ أَغلبَ الوقتِ ، لكِن ليسَ إِيجادَ الكلماتِ المُناسبةِ ، أَصمتُ كَي لا أُحرِجَ نَفسي ، أَكرهُ الإخفاقَ ، أُمقتُه.
هو نَقي جِداً ، حُبُّه خالٍ مِن أَي سُوء ، لا عَجبَ في كونِه تَعرَّضَ لِلخيانةِ مُسبقاً ، يَثقُ أَكثرَ مِن اللازمِ ، و يُحبُّ أَكثرَ مِمَّ يَنبغِي ، لِهذا السَبب هو نَقي ، و لا يَستحقُ شَخصاً ذو مَشاكلِ تَعلُّقٍ و هِجرانٍ شَديدةَ السُوء مِثلي.
أنت تقرأ
Vindicta
Short Storycurrently on hold, new chapters coming soon ڤِيندِيكتا ؛ بِمعنى الإنتقامِ و العِقابِ بِاللاتِينيةِ ، الرَدُّ عَلى مَن آذاكَ ، و أَن تَأخُذَ بِثأرِك مِن الظَلمةِ ، فَمَا الفائِدةُ مِن المُعاناةِ بِصمتٍ حِينَ تكونُ قادِراً عَلى قَتلِ السَببِ ؟ ~ A B...