اضاءه خافته تنبعث من شاشة التلفاز تنير قليلا من تلك الظلمة الحالكه منعكسة على جسديهما المنتصف للأريكه، يجلسان على مقربة حميمه يحيط خصرها بذراعه و رأسها اتكأ على كتفه و كفيها تشبثت بخصره هي الأخرى
كلاهما مندمج مع ما يشاهدانه بإسترخاء لدفئ قربهما يتجاهلان كل شئ خلال تلك اللحظات
ثوان قليلة ثم اطفأت تلك الإضاءة مع اغلاقه للشاشة ما ان بثت تلك المناظر الدموية امام مقلتيهما ، جسده قد تحرك بتلقائية يمنع مقلتيها عنها
"ليس و كأنها شئ "
تمتمت ساخره ثم اخرست ذاتها ما ان ومض وعدا قطعته خارجا على ذاكرتها فقضمت شفاهها بحده مؤنبة لنفسهابهدوء دفعت برأسها عند صدره تصمت احرفها عن التفوه بما يجرحه اكثر من ذلك ، تحاول الإلتزام بما سبق و اتفقا عليه، و رغم ظلمة المكان و عدم امكانيتها لرؤية ملمحه كان انقباض جسده و ارتفاع نبضاته كافيا ليرسم صورة ذهنية عما تحمله تعابيره
"حسنا جميلتي بما ان الوقت قد تأخر علينا اعداد العشاء ثم الخلود للنوم، لنشاهد الشروق فالمنظر ساحرا هنا، ما رأيك!؟"
اردف متوقف منتصف حديثه بضع ثوانٍ، تجاهل اسبق ما حدث يحاول تنظيم نبضاته و اعادة جسده لإسترخاءه السابق، ذراعه جذبتها اليه اقرب و الأخرى ربتت على خصيلاتها و قبلات طفيفة تناثرت عليها"همم تبدو فكرة رائعه"
حماسا مصطنع بان بنبرتها التي خرجت ركيكه مهتزه ثم استقامت متشبثة بكفه لتقيمه معها و خطاها اتخذت من المطبخ وجهة لهاكلاهما شعرا بالإضطراب مع محاولتهما لتجاوز ما حدث و عدم الإلتفات اليه يشغلان نفسيهما بتقسيم اعداد الوجبات عن التفكير به
ساعة انقضت و كلاهما يجلسان جنبا لجنب على الطاولة الرخاميه الصغيرة التي انتصفت المطبخ يتناولان طعامهما بصمت و جوا من عدم الراحة عم بينهما
"اذا هل نشاهد الشروق!؟"
بتردد تحدث كمحاولة لكسر صمت المكان و عيناه لم ترتفع عن صحنه يتلاعب بمحتوياته كتفريغ لتوتره"اجل بالتأكيد اتوق لذلك"
اجابت و قبلة صغيره تركتها على وجنته تريحه من ذلك الإضطراب لتلتقط اذنيها تنهيده صغيرة فرت من شفتيه براحهاكملا طعامهما ثم تقاسما المهام احدهما يتولى غسل ما استخدماه و الأخر بترتيب ما افتعلاه من فوضى حول المكان
ساعه اخرى انقضت ليخرج كلاهما من المطبخ و ارهاق طفيف بان على ملمحهما فلم يعتد احدهما على فعل ذلك مسبقا، و بالنسبة لروي كان ذلك منذ مدة طويلة كافية لجعلها تنسى كيف كانت قبلا
