اضواء تنير ظلمة الليل بألون بهيجه، عمال منتشرون هنا و هناك كما لو كانت خلية كلٌ لما وكِل به على امل الإنتهاء قبيل الوقت المحدد تجنب لأي اخطاء يمكن حدوثها بهذا اليوم
طاولات متراصه بتناسق محاطة بكراسيها بطريقه جميله ، ورد زين الأرجاء يفوح عطره باعثا جوا من الراحه و السكينه
تقف امام نافذتها تناظر كل ذلك بأعين خاويه تراقب تلك التحضيرات التي تقام ليومها المنتظر ، تنهدت بخفوت ثم عاودت الجلوس على فراشها تناظر الفراغ امامها باعثتا الكثير من القلق لمن تجلس بجانبها
"لما انتِ هادئه هكذا!؟"
اردفت تناظرها بقلة حيله لا تعلم ما تفعله لأخذ تلك النظرات المؤلمه عن مقلتاها"لا شئ بيلي اخبرتك اني بخير توقفي عن القلق"
تمتمت و ابتسامه صغيره اعتلت شفتيها تطمئنها ان لا علة بها"كلا روي لستِ كذلك ، منذ البارحة تبدين كمن فقد الحياه"
تحدثت تحيط كفيها بدفئ بين خاصتها و غصة انتصفت حنجرتها ، خوف داهم فؤادها على توأم روحها ودون وعي دموع تجمعت بحيط عيناها"لا اعلم بيل ، هل ما افعله صائب!؟ وجودي هنا اليوم وسط اجمع ما يحدث هل كان قرار صحيحا!؟"
تمتمت توجه حديثا لذاتها قبل رفيقتها، تشعر بالإضطراب وان لم يتضح ذاك على هدوء ملمحها"نحن من نقرر ان كان صحيحا ام خاطئا كما نحن من قررنا ان نكون هنا اليوم ، توقفي عن رمي ذاتك بغياهب الظلمة فالتحسر لن يعيد ماضٍ كما انه لن يبني مستقبلا ، لقد فقدنا جزاءا منا بسبب مامضى و اجمع ما حدث خلال تلك السنوات ، خسرنا مايكفي و قد استنزفت ارواحنا اكثر مما تطيق لذا فالنرمي كل ذلك خلف ظهورنا لبداية جديده لا تسمحي له ان يهدم مستقبلك و يفقدك لذة حاضرك"
بيلين تحدثت و دمع تسرب من مقلتيها بالكاد تحتبس شهقاتها عن الخروج علننا
"اتذكرين ما قلته عندما سألت كيف احببته بل كيف سامحتيه!؟ كيف امكنك البقاء معه عقب كل ما فتعله!؟ ، لقد كانت اجابتك منطقيه مما دفعني للصمت و التفكير مطولا بها ، اخبرتني انك بكلا الحالتين ستعانين و الألم سيغلف قلبك ، ان رحلتي لن يطيق فؤادك الإبتعاد عن من هوا به غرقا دون نجاه ، و ان بقيتي ستتألمي كلما لاحت ذكرى ما جرى على ذهنك ، اخبرتني انك ستعاني رعب مواجهة اسوء ايام حياتك ، لكن المفارقه هنا تكمن انك على الأقل سترينه سيكون بقربك النظر لعيناه و رغم ما تعيده من فواجع الماضي الا ان احضانه ستطفئ لهيب الذكريات"
استرسلت تعيد تذكيرها بما حدث بينهما سابقا لتحتضنها بين ذراعيها بعطف"اخبرتني ان كلاهما مؤلم لكن سأختار الأقل ضرر ، اخترتي البقاء لأنه الخيار الأمثل فالألم بقربه افضل من الألم بعيدا عنه، بكلا الحالتين وجع و شقاء لذا البقاء كان الأخف وطأتا على ارواحنا المكلومه فلا تندمي على ذلك ان كان لتخفيف ما تعانيه ، عشنا ما يكفي من تعاسة ايامنا و نستحق بعض السعاده"
همست مبتعده عنها قليلا و اناملها ارتفعت تزيل ما تدفق على خديها ثم مربتة على كتفها بتشجيع