شهرين انقضيا ما بين احضان السعاده الغامرة التي غلفت طابع حياتهما خلالها ، الإبتسامه رافقت بشاشة ملمحهما طوال فترة مكوثهم سويا
شهرين اغلبه قضياه بعزلة عن البشر مكتفيان بحبهما المغدق دونما مناوشة تنغص من رغد عيشهما
احيان يقضونها بعيد عن جنتهما المصغرة بالتجوال بين الأسواق و المحال و اخرى يكتفيان بدفئ احضانهما ومشاهدة بعض الأفلام مع بعض من المكسرات
ايام ذاق كلاهما النعيم خلالها يتذوقون طعم السكينة و الراحة بدون ما ينزع طمئنينة افئدتهم
ــــــ••ــــــ
كلاهما افترش الأرض على بساط خفيف بين المرج الأخضر امام الشلال الصناعي الذي ينهمر صابا في البركه الصغيره ليصبح هدير المياه كموسيقى خلفيه من الطبيعه يتخللها حفيف الأشجار يُطعِم نغمها العذب بعض الأحيان
صحون صغيرة احتوت على انواع مختلفه من الفاكهه و اخرى على توست محشي بمربى الفراولة واخرى بالجبن كوجبات خفيفه تناسب جو تلك النزهه الأخير لهما بهذا المكان
تتكئ على احدى الأشجار و رأسه اتخذ من حجرها موطنا له كما اعتاد طوال هذه المده ، اناملها تتخلل خصيلات شعره مداعبة تجعل من عيناه مرتخية بخمول و راحه
الصمت وحده ما يسود بينهما يكتفيها بذاك السكون المريح للنفس يتنعمان بذلك الهدوء بكل ما يحتويه و قربهما كان كافِ ليسد جوع مشاعرهما
"متى سنرجع!؟"
تسائلت بصوت خافت لا تريد تعكير تلك الأجواء الساحره بإرتفاع صوتها"مساءا ، سيأتي ايڤان ليقلنا"
اجاب و صوته ماثلها بالإنخفاض ضائع بين اضطراب خفوقه لإهتمامها الذي بذل الكثير للوصول اليهو بين هذه المشاعر و تلك ، حسرة مفاجأه اكتنزت ايسره و بعض الوجع نبض بأيسره ما ان استعاد بعضا من وعيه فبإنتهاء هذه الرحله التي استمرت شهرين ستنتهي تلك الهدنه و يعود كل شئ كما كان
تمنى لو بإستطاعته اعتزال البشر و قضاء ما تبقى من حياته وسط ربوع هذا النعيم حيث اهتمامها و الحب الذي كان واضحا بأفعالها ، زفر متنهدا بحزن و كفاه بتلقائيه شدة من احتضان خصرها
"مابك!؟"
تسائلت تقطب حاجبيها من هالة الحزن التي غلفته دون سابق انذار تربت على رأسه بخفه"لـ لا شئ"
تمتمت بخفوت ووجه غاص اكثر بمعدتها دون اضافه او توضيح يكتفي بحزنه ذاك لذاتهلطالما كانت لحظاتنا السعيد تمضي سريع دون ادراك ان الوقت ينساب من بين ايدينا ، انتهت ايامهما بتلك الجنه و حان وقت العودة حيث كانو قبلاً بعد مدة من الهروب من الواقع و معطياته