الفصل الثانى:-
ـــــــــــــــــــــــــ(فى الثانية والنصف صباحاً)
-بقصر الشامى-
رنات متتالية صادرة عن هاتفه النقال، أزعجت نومه المضطرب بعد ساعات من الارهاق قضاها بالعمل وانتهت بنصف ساعة استرخاء باستحمام منعش حتى حصل على النوم اخيرا، آفاق كليا من نومته بعد ان رأى هوية محدثه بعد تحديقه لبرهة بساعة هاتفه لتداهمه هواجس مزعجة:
-الو يا مصعب، فيه ايه دلوقت حاجة حصلت؟ بتقول ايه! طيب اقفل اقفل دلوقت وانا هاجى، يعنى ايه مفيش داعى! ازاى ده حصل ومين اللى وراه عايزك تعرف لي حالا ساعة يامصعب فاهم ساعة واعرف ايه اللى حصل؟
اغلق الهاتف بغضب ودمائه تفور بداخله حتى فجرت بحور من الغضب تصاعد بداخله، ظل يدور حوله ونيران الغضب تنهش خلاياه لتفحم دماغه الفطن للحظات قبل ان يحاول الهدوء ليجد سبيل للخلاص، نظر لثيابه المنزلية بضيق ثم سرعان ما استبدلها بملابس مريحة تصلح للخروج اتجه لسريره يخرج من درج جانبي، مسدسه الخاص تاركا اخر بالدرج والذى ينتمى لعهدة عمله ك مقدم سابقا، تنفس بهدوء قبل ان يشحن ذخيرته معدا له، ثم غادر سريعا من جناحه حتى وصل لبهو القصر وما ان هم بالخروج حتى انتبه لضوء بهو المطبخ مضاء وخيال ضعيف يرتجف نظر بتدقيق له، فاحد قوانينه الصارمة ان يغادر الخدم القصر الواحدة صباحا بعد ان يخلد الجميع حتى يكون لهم الخصوصية الكاملة كما ان للخدم مكان خاص يقبع بالجنينة البعيدة عن القصر بشئ قليل،فمن تجرأ على عصيان أوامره.
شغل هذا الأمر باله فلم يستطيع المضي قدما دون تفحص الامر وقبل ان يخطو نحو المطبخ لمح ذلك الخيال يسير بتعرج ملحوظ ليعلم على الفور لمن يكون أسرع نحو المطبخ بخطوات حذرة لاهفة حتى وصل إليه لينظر الى اخته الوحيدة تقف امام الموقد تعد قهوة، ليزفر براحة نسبية إلا أنه سرعان ما اشتدت اعصابه بغضب وهو يجد يدها الاخرى تقبض على سكين حاد والدماء تسيل من يدها ببطئ، أسرع نحوها فجأة متجاهلا شهقتها المنصدمة جذب السكين منها برفق مخافة جرحها اكثر، رمى السكين بعيدا، ثم اغلق الموقد بعد ان احترقت القهوة على الاخير.
زفر عدة مرات وهو ينظر لها بخذلان وتعب، رأها منكمشة بخوف ودموع عيناها تسيل ببطئ اثر ارتعابها الواضح حتى انها لم تعد قادرة على الكلام، تكلم بصعوبة محاولا كبح نوبات غضبه المتصاعدة:
-وبعدين يا سلمى هانم، لحد امتى هتفضلى كدا لو كنتى مش هامك حياتك فلازم يهمك اخرتك ولا عاوزة تنتهى كليا وتدمرينا معاكى
ناظرته بضعف ارهق روحه الممزقة عليها: محدش حاسس بيا يا سليم مش قادرة
هزها بقسوة وانفعال: انتى اللى مش حاسة بحد مش حاسة بأبونا المريض اللى روحوا متعلقة بينا ولولا وجودنا جنبه كان هو اولى باللى بتعمليه ده واحد خسر كل حاجة فى لحظة مراته وفلوسه وصحته، بس وجودنا جنبه قواه ورجعوا لينا.. عاوزة ترجعيه تانى لنقطة الصفر وتحسرينا عليكي ولا كل ده ليه عشان واحد كلب ولا يسوى
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Romance"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...