الفصل الخامس عشر:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــكان زئير انفاسه قوى ومخيف كوحشٍ ضاري، توقف برهة لجذب أنفاسه، فالقى نظرة خاطفة اخيرة نحوها ليجدها جالسة بصمت منحنية الرأس فوق فراشها، وقد ضمت ساقيها معاً نحو صدرها هكذا منذ البداية، عادت أنظاره تتطلع أمامه محدقاً بالباب لعدة ثواني قبل يفتحه بشكل مفاجئ وقوى فكادت اضلع الباب ان تتناثر، الى ان اتم خروجه العاصف تتطارده عواصف راعدة من لهيب أنتقامه، تشارك حديثه الصادح بٱمر لا يقبل النقاش.
-مش عاوز نفس يدخل من غير علمي أنت سامع.
أجابه الحارس والمدعى "مفيد" بطاعة : ٱوامرك يا سليم بيه.
وبخطوات واسعة عَبر الممر قاصدا الخروج من الجناح، وفتيل مشتعل من الافكار الانتقامية يسطر عليه ليضيئ له طرقه الخفية المعهودة و الاكثر وحشية.
لم يحصل من حديثه القصير مع "إهداء" سوى على اسم واحد منهم وهو ما ذكره الشاب أمام مسامعها يوم الحادث وهو... "هاني السياف"
وأثناء طريقه شبه الراكض وعيناه الملتهبة الصامدة تعرف طريقها نحو الخارج، لم ينتبه لنداء شقيقته الخافت، فأتم خروجه من المشفى باعصار متلاحق من هالته المخيفة، فلم تلتقط انظاره الحادة ذلك المتعجب من تواجده فى المشفى الان والذى كان يتابعه منذ مدة.
راقب "طارق" ذهاب "سليم" من المشفى لتعود انظاره المتعجبة نحو الرواق الخارج منه "سليم" فيشغله الفضول ليقرر على الفور معرفة هل كان تواجد "سليم" من اجل "كمال" وابنه ام لا؟
ــــــــــــــــــــــــــمرت رجفة عنيفة سببها ذلك الهواء البارد حين اندفع بقوة مصاحبا ذلك الصوت العنيف لفتح الباب، بعد مغادرة ذلك الرجل الغاضب، فما ان انتهت من اخباره بكل ما حدث ومع استماعه لاسماء المعتدين على شقيقته حتى غادر بدون حرف واحد يلقيه عليها من باب الشكر او رد الجميل، كما لا تستطيع نسيان نظراته الحادة المراقبة التى كان يحدجها بها لسبر اغوارها وقد نجح بذلك فبثت تلك النظرات خوفاً شديد بداخلها، فلا تستطيع انكاره لتعلم على الفور انه شخص خطير لا يستطيع من امامه سوى ان يهابه ويخشاه.
اغلقت عيناها بتعب وخوف بعد ان اختفى عن انظارها، وتشديده بالحديث مع الرجل الواقف مواربً للباب، بمنع اي شخص من الدخول اليها يقلقها للغاية،فما اشد احتياجها الان الى ان تختبئ بغرفتها الصغيرة وتطمئن انها بمنزلها ولن يمسسها احد بسوء الا انها باتت عاجزة عن ذلك الان.
اغمضت عيناها لتغرق بحزن شديد ووحدة قاسية، ورغم عن تماسكها المزيف بدأت حدقتيها بذرف الدموع، الا انها سرعان ما فتحتهما بزعر حين شعرت بملمس تلك اليد الباردة لوجنتها، بتلك الرقة المشفقة.
تطلعت بخوف لصاحب اليد، لتهدأ قسماتها فور روأيتها لتلك الفتاة مرة اخرى، اصابها نوع من السخط والندم لحظياً قبل ان يتراجع شعورها ذاك مع تألم وجه الاخرى بالذنب والحزن، فلولاها محاولة "إهداء" لمساعدتها ما كان اصابها شئ.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Romance"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...