الفصل الاول♥

907 36 15
                                    

الفصل الأول:-
ـــــــــــــــــــــــ

يوماً ما قد يبدو عادياً على البعض، والبعض الاخر قد يكون ممتلئ بالاحداث ومواقف قد تتعلق بالذاكرة مشكلة مخزوناً من التجارب.

بمكان هادئ يشع فخامة ناتجة عن ثراء قاطنيه، كان المكان المقصود هو قصر عائلة الشامى، عائلة عريقة قد التصق بها الثراء الفاحش عبر اجيال متعاقبة، قصر مساحته شاسعة للغاية تحيطه الحدائق الخضراء بكثرة مدهشة بأشجار متفاوتة الاحجام والانواع، وورود جميلة مبهجة بمنظر خاطف الانظار وسارق للأنفاس يبعث على الروح الراحة والهدوء.

هكذا كانت اعين الناظرين لهذا القصر تنطق بالانبهار الصارخ.

صوت عميق تتخلل اوصاله، الهدوء والسلام تشدق بكلمات هادئة:

  -ايه رأيك يا بابا فى القصر؟

كان ذلك الشاب الثلاثينى ينظر باحترام مفعم بالحب نحو والده القعيد، فاجابه والده (فريد الشامى) بفخر وعيناه تنطلق منها نظرات الاستحسان والإعجاب المطلق بالقصر العريق أمامه والمساحات الخضراء من حوله:

-تحفة فنية يا سليم وده مش جديد عليك طول عمرك ذوقك مميز وفريد.

  شعر سليم بالراحة، والرضا الناتج، عن إعجاب والده الظاهر بالقصر فقد اشرف عليه كلياً  واخذ منه الكثير من الوقت والأموال كى يحول ذلك القصر القديم الى قطعة فنية تنطق بالأصالة والرقى بحدائق اشبه بالجنة وتصميمها ذو العناية الفائقة فهو يعلم مدى عشق والده للزهور والاشجار المثمرة فاكثر منها بانواعها فى مشهد بهيج رائع، لاحظ انشغال والده بتهذيب احدى  الاحواض الحاملة للورد الاسود الذى يفضله والده، فتركه قليلاً ينظر حوله بدقة مراقباً العمالة التى تنقل بنشاط  الحقائب الضخمة الخاصة بعائلته الصغيرة المكونة من والده وشقيقته الوحيدة سلمى.

تلك الهادئة التي تتفحص المسبح بانبهار وبعض الشرود بذلك الانعكاس القوى لتلك الاشجار وتصميم المسبح الشبيه بالبرك الطبيعية بحوافه الحجرية وأرضيته المصنوعة من حجر تجهل نوعه، الا انه مميز وفريد وانعكاسه يعطى صورة رائعة اقترب منها كثيرة قبل ان تجفل بخوف نتيجة احتضانه المفاجئ لها وهو يجذبها للإمام بحرص قائلاً  بلهجة مفعمة بالحنان:

-حجر ال...، حجر رغم أنه موجود بشكل كبير الا أن استخدامه محدود جدا ايه رأيك يا اميرتى في قصرك الجديد؟ 

ابتسمت بحب مستمتعة بدور الاب الذي يقوم به نحوها رغم ان الفارق العمري بينهم ليس بالكثير، الا انها عادت لشرودها مرة أخرى غير مستجيبة لمرحه او محاولاته العنيدة لمراضاتها، تنهد بضيق قبل ان يجذبها اكثر لاحضانه التى دوما ما تكون لها حصنها المنيع القوى، تلك الحصون الحنونة التى تحميها من ويلات الحياة والتجارب القاسية، ربت برفق فوق منكبها الهزيل مشعرا بداخلها حنانه المعهود قائلاً برقة  برغم حزنه الداخلى:

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن