الفصل (16)

72 8 13
                                    

"إهداء من القلب"

الفصل: السادس عشر.
ــــــــــــــــــــــــــ

دخلت الطبيبة للداخل تتبعها الممرضة بعد وصلة من الرعب والتحقيق من هؤلاء الحراس، لتجد الحال كارثي بالفعل فاحدهن يستولا عليها الالم والوهن واخرى على وشك الانهيار، اتجهت نحو المريضة لتباشر فحصها بدقة وعملية لتمر دقائق استطاعت خلالهم السيطرة على حالتها وامرها بالارتياح، لتتجه لتلك الباكية تحاول تهدئتها هي الاخرى، فان علم شقيقها حالتها سيطالها غضبه الذى بات كل من فى المشفى يخشاه.:اهدي يا انسة سلمى،مالك فيكي ايه بس طيب اهدي طيب؛

ولكنها لم تستمع لها فلم يصل لها صوت الطبيبة القلقة، فقد دخلت بقوقعة خاصة بها تعود لها عدة لحظات مؤلمة، الا ان شعرت بصوت اجش يخرج بصعوبة يطلب منها برجاء: سلمى أهدي لو سمحتى انا كويسة والله.

رفعت عيناها الباكية لـ "إهداء" تنظر لها بعجز، تتطلب منها النجدة وان تتفهم ما تعانيه الان، والاخرى بادلتها الشعور بحزن ودون ارادتها تشعر بالشفقة نحوها رغم مرارة السخرية بداخلها التى تقول انها احوج ان تشعر بالشفقة على حالها وليس على احد اخر.

راقبتها "إهداء" بنظرات حانية مشفقة فقد كان لحديثها تأثير خاص على "سلمى" فقد هدئت نسبياً، وكفت عن البكاء بعد فترة رغم ان ارتعاشها مازال موجود، لتنظر لـ "إهداء" فى امتنان حقيقي، تنطق بصوت مرتعش لم يخرج للسمع 'شكرا'

_بالجامعة_

كانت اصابعه الحادة المستكينة فوق المكتب تطرق عليه برتابة وقعها كان مخيف على الجالس امامه بزعر لم يحاول اخفائه بل تعمد ظهوره املاً فى ان يستجدي منه شفقة على حاله، وقد ازداد توتره للضعف وهو يجد الاخر يضيق انظاره الشاخصة نحوه لعدة ثوانٍ فقط قبل ان يبعدها ببطئ متعمد، لا يعلم بما يفكر نحوه ولكنه صمت خشية ازعاجه فبدى الاخر شارد الفكر نافذ الصبر.
فلم يعد يحتمل الجلوس امامه اكثر من ذلك، فكاد ان يغشي عليه توترا من تلك الرهبة التى يفرضها شخص گ "سليم الشامي" عليه، شخص صدقاً لا يستطيع تجاهل حضوره القوى والمرعب بذات الوقت، انقذه من اقدامه على الهرب قدوم شخص حاملاً حاسوب خاص يكاد ان ينقلب من بين يديه من شدة هرولته، فوصل اليه اخير واضعاً الجهاز امامه مشيراً لما يحتويه بنظرة صامتة، رفع انظاره بتوتر نحو "سليم" ليحدجه الاخير بنظرة مهددة فعاجله بقوله المتوتر شارحاً بعد ان ادار نحوه الجهاز: ده هاني حامد السياف ودول كل اللي كانوا معاه فى اليوم ده.

القى نظرة فاحصة يشوبها الازدراء نحو ذلك الشاب النحيل برفقة شابان على شاكلته فى الهيئة والتصرفات، فقبض على الجهاز بين يديه على غفلة من رئيس أمن تلك الجامعة، وعيناه تصنمت للحظات فوق قسماتهم كأنه يجري حفظاً الكترونياً بداخل ذاكرتهم لوجوهم الكريهة بنظره، فاستطاع ان يتبين شخصهم العابث والغرور من مشاهدته لمصورات ضوئية لهم، انكمشت قبضته بلكمة عنيفة اطاح بها نحو الجهاز ليتهشم على الفور محدثاً فوضى اخافت من بالغرفة، دار حول قامته عدة مرات قبل ان يقول وانفاسه تتقاطع بغضب ساحق ينبئ بفوران جوارحه وتعطشها لأنتقام غريزي بداخله: أبعتلي كل ده على تلفوني فوراً، انت سامع؟؟؟

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن